الوطن

سعداني لأويحيى: لا أثق في رسائل التهدئة التي تصدر منك

انتقد أجندة عمل المعارضة وطالبها ببرامج سياسية والكف عن السعي وراء الكرسي


وجه الأمين العام للأفلان، عمار سعداني، انتقادات لاذعة لمدير ديوان رئاسة الجمهورية والأمين العام بالنيابة في التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، معتبرا أنه شخص لا يمكن الثقة فيه سياسيا. وفي ردّه على رسائل التهدئة التي حاول أويحيى قبل أيام توجيهها لسعداني، قال المتحدث: "لا يوجد مشكل لي مع أويحيى على الصعيد الشخصي، ولكن سياسيا لا يمكنني أن أثق في سياسي مثله". ووجه المتحدث رسائل حادّة للمعارضة، معتبرا أن أجندة عملها مرهونة فقط بالبحث عن كرسي الرئاسة والسطو على الإرادة الشعبية التي لم تعد تثق في السياسيين بسبب هؤلاء. ودعاهم في هذا السياق إلى ضرورة البحث عن مشروع سياسي يقدم البدائل للأزمة الأمنية والاقتصادية التي تمر بها الجزائر. ولدى تطرقه للموضوع، أشار إلى أن هناك تهديدات أمنية خطيرة تتربص بالجزائر اليوم، بسبب الأجندات الأمريكية بالمنطقة سواء في ليبيا أو سوريا. وحذر المتحدث من محاولة تهديد الاستقرار الأمني للجزائر من قبل البعض، داعيا الجميع إلى الوقوف والتصدي له.
عمار سعداني لم ينتظر كثيرا للردّ على حليفه في السلطة، أحمد أويحيى، الذي دعاه لهدنة علنية قبل أيام، ردّ عليها سعداني بالقول بأنه "لا يثق سياسيا فيه"، في رد على سؤال حول الموضوع على هامش اللقاء الوطني لطلبة الأفلان التي نظمت أمس بالعاصمة. وقال بخصوص هذا الموضوع "أنا لا أثق في التصريحات ورسائل التهدئة التي تصدر عن أويحيى"، قبل أن يضيف: "لا مشكل لي مع أويحيى على الصعيد الشخصي، ولكن في السياسة لا يمكنني أن أثق في سياسي مثله".
وكان المتحدث خلال الكلمة التي ألقاها أمام إطارات الحزب قد خصص جزءا كبيرا منها للحديث عن بعض المسؤولين دون ذكرهم بالاسم، بكونهم لم يتركوا بصمة في العمل الذي يقومون به، وهي الرسائل التي فهمها البعض بأن المقصود بها أحمد أويحيى لا غيره، خاصة وأنه يطمح للعودة إلى رئاسة الحكومة في التعديل القادم الذي يرتقب أن يفرج عنه الرئيس في الشهر الداخل. وقال سعداني عن هؤلاء "المسؤول الذي لا يؤمن بالتداول على المناصب لا يمكن أن يقدم التغيير المطلوب"، قبل أن يضيف "بعض المسؤولين لا يؤمنون بأن غيرهم يمكن أن يقدم عملا أفضل منهم"، وبالرغم من أن المتحدث ختم هذه المسألة بالإشادة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة وما قدمه خلال فترة حكمه للجزائر، إلا أن أويحيى الذي يشغل مدير ديوان رئاسة الجمهورية وسبق له وأن تقلد مناصب عديدة في الدولة كان المعني الأول بهذا الانتقاد، الذي لم يوضح سعداني لمن هو موجه في الأساس، وإن كان يقصد به الوزير الأول عبد المالك سلال أم مسؤولين آخرين عمروا في مناصبهم طوال السنوات الماضية دون أن يقدموا المطلوب.
أما بالنسبة للمعارضة، فقد وجه المتحدث لهؤلاء انتقادات لاذعة، عاد فيها للتذكير بأن هؤلاء لديهم مشروع سياسي واحد مرتبط بكرسي السلطة وليس أمرا آخر، ودعا هؤلاء إلى تقديم برنامج سياسي يمكن للجزائر من أن تستفيد منه، قبل أن يعود ويؤكد على أن برنامج هؤلاء هو الوصول إلى كرسي الرئاسة وهدفهم السلطة لا غير.
وانتقد تعاطي من قال بأنهم يطلقون على أنفسهم "شخصيات وطنية" مع ملفات الراهن الأمني والاقتصادي الذي تمر به الجزائر، خاصة أن الجزائر اليوم تمر بوضع أمني صعب، وهي مستهدفة من قبل أطراف أجنبية عديدة تريد أن تزج بها إلى ما أسماه بـ"الخريف " الذي نجت منه الجزائر في السابق. وقال في هذا السياق: "بلادنا اليوم محاصرة من جميع الجهات، وهي البلد العربي الوحيد الذي بقي خارج خارطة الربيع العربي، هناك محاولة الآن لضرب الجزائر". ورأى المتحدث أن المعارضة لم تقدم أي بديل حقيقي أو مشروع يمكن الاعتماد عليه للتصدي لهذا الخطر، وخاطب هؤلاء يقول: "بعض الأطراف التي تسمي نفسها معارضة تجتمع في فندق وتتحدث عن كرسي الرئاسة دون أن تتكلم عن جزائر وعن الصحراء المهددة والحدود المهددة".
وأضاف في هذا السياق يقول بأن الشعب الجزائري أصبح يكره السياسة ولا يؤمن بها بسبب أفعال هؤلاء.
من جهة أخرى، قال الأمين العام للأفلان إن "جمعية الأفلان التي تم إنشاؤها في فرنسا لا حدث وهي أكذوبة"، متهما "أطرافا خارجية بالوقوف وراءها". وبخصوص مبادرة الأفلان السياسية، أكد عمار سعداني أنها "ما تزال قائمة ونحن نعمل مع جميع الأطراف من أجل حماية البلاد من الأخطار المحدقة بها".
أما بخصوص التعديل الحكومي، فقد قال بأنه من صلاحيات رئيس الجمهورية وفقط، رافضا الحديث حوله أو التعليق عليه، كما ردّ على تصريحات عمارة بن يونس بالقول: "سنظفر بالأغلبية في استحقاقات 2017 والمشككون سيقولون هذا تزوير



خولة. ب

من نفس القسم الوطن