الوطن

التدخل العسكري المباشر في ليبيا بات وشيكا

استعداد مئات الآلاف من الأفارقة للتوجه إلى أوروبا يفرض هذا السيناريو


رغم أن حكومة الوفاق حصلت على مصادقة أكثر من مائة نائب في البرلمان الليبي، في الجلسة التي انعقدت بطبرق، وقد وقعوا على بيان منح الثقة فيها وفي برنامجها، فإنه من المتوقع أن المجلس الرئاسي الليبي سيجيز التصويت، وكذلك ستفعل بعثة الأمم المتحدة، لكنه أشار إلى احتمال نقل الجلسات البرلمانية إلى مدينة ليبية أخرى تجنبا للاصطدام مع النواب المعارضين أو استمرار الانعقاد في طبرق، وتقديم ما وصفها بترضية وامتيازات للمعارضين الذين وصفوا بالأقلية.
ودفع التجاذب السياسي بين الفرقاء إلى تطور في المقاربة الدولية في ضرورة التدخل العسكري وقد نشرت جريدة "لوموند" الفرنسية، الخميس الماضي، إلى أن فرنسا التي قامت بقيادة الناتو في التدخل الأول منذ أربع سنوات في ليبيان تشهد صراع موقفين في الحكومة الفرنسية تجاه الملف الليبي حاليًا: الأول، تمثله وزارة الخارجية والثاني تمثله وزارة الدفاع؛ فالأولى تدعو إلى "الحذر" ولا تبدي حماسًا للدخول في حرب جديدة في ليبيا، خصوصًا أن القوات الفرنسية ضالعة في الحرب على الإرهاب في أماكن عدة: مالي، وإفريقيا الوسطى، وبلدان الساحل الإفريقية، وسوريا والعراق، فضلاً عن الأوضاع الأمنية في فرنسا نفسها بعد العمليتين الإرهابيتين اللتين ضربتا العاصمة باريس في يناير ونوفمبر الماضيين، أما وزارة الدفاع فتبدو أكثر ميلاً للتدخل العسكري "الكلاسيكي" في إطار تحالف دولي وبناء على طلب رسمي من حكومة لا شك بشرعيتها وبغطاء من الأمم المتحدة.
ويستغل الرافضون لحكومة الوفاق بند شرعية الحكومة للتدخل ويصفون حكومة السراج مجرد وسيلة لتبرير التدخل العسكري. وكشفت "لوموند" أن باريس لم تقف مكتوفة اليدين، لافتةً إلى تحليق طائرتين من طراز رافال فوق ليبيا للاستطلاع، في نوفمبر الماضي، خلال إبحار حاملة الطائرات شارل ديغول في البحر المتوسط تجاه المياه المقابلة لسوريا.
وأشارت تقارير إعلامية أن أفضل سيناريو لأي تدخل هو أن يتم طلبه من قبل حكومة توحد أكبر عدد من الليبيين ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكن مسؤولين غربيين آخرين يقولون إن الدول الغربية ربما تضطر للتدخل دون طلب ليبي إذا تدهور الوضع على الأرض هناك، وإن الدول الغربية لا تستطيع الصبر أكثر من ذلك مع اقتراب الطقس الدافئ واستعداد مئات الآلاف من اللاجئين الأفارقة للتوجه من ليبيا إلى أوروبا.
وقال دبلوماسيون إنه من المرجح إذا طلبت ليبيا تدخلا أن تنشئ حكومات إيطاليا وفرنسا وبريطانيا قوات تدعم وحدات ليبية عسكرية في عمليات ضد تنظيم الدولة، وإن هذه الدول ظلت تخطط أشهرا لذلك، وإن الولايات المتحدة لديها بالفعل وحدة صغيرة للعمليات الخاصة داخل ليبيا الآن. وذكرت "نيويورك تايمز" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يواجه ضغوطا من مساعديه في الأمن القومي من أجل الموافقة على استخدام قوات أمريكية في ليبيا لفتح جبهة جديدة ضد تنظيم الدولة، لكنه لا يزال متحفظا تجاه التورط في تدخل عسكري آخر في دولة إسلامية أخرى، وقد وجه مساعديه لمضاعفة جهودهم لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بليبيا في الوقت الذي يقوم فيه البنتاغون بتدقيق خياراته.
خالد. ش

من نفس القسم الوطن