الوطن

بطالو ورڤلة يقطعون أجسادهم ويهددون بالانتحار الجماعي

مطلبهم الوحيد فرص العمل بشركات البترول بالجنوب



صعد، أمس، في سابقة خطيرة وتعد الأولى من نوعها في حراك الجبهة الاجتماعية في الجزائر، البطالون المحتجون منذ أيام عديدة في ورڤلة من حدّة الاحتجاجات التي لطالما كانت السبيل الوحيد للحصول على المطالب المهنية والاجتماعية في الجزائر، منذ أن اختارت الحكومات المتعاقبة على إدارة الأزمات وحراك الشارع بمحاولة شراء السلم الاجتماعي، حيث انتفض البطالون الذين اعتصموا في ساحات مدينة ورڤلة بالجنوب الكبير، منذ أيام عديدة، بحراك جديد تمثل في العمل على تقطيع أجسامهم بالسكاكين وربط أعناقهم بالحبال لحثّ السلطات المعنية على الالتفاف لمطالبهم، وتؤكد الخطوة التصعيدية الجديدة التي أقدم عليها هؤلاء في الساعات الماضية، على أن باب الحوار مع السلطات المحلية قد وصل إلى طريق مسدود وأنه دليل آخر على أن الأوضاع بالجنوب قد وصلت إلى حالة من التعفن، وجب على السلطات المعنية الوقوف عليها شخصيا وعدم الاكتفاء بالمسؤولين المحليين الذين لم يتعاملوا مع مطالب هؤلاء بنوع من الجدية، وهو ما أكده حراك أمس.
البطالون الذين قاموا بثالث خطوة تصعيدية في سبيل الحصول على مطالبهم المتمثلة في البحث عن فرص عمل بالمؤسسات النفطية المتعددة بالمنطقة، لم يكتفوا بالإضراب عن الطعام كما حدث في المرّة الأولى وفي بداية الاحتجاجات، كما لم يكتفوا بإخاطة أفواههم كما حدث في مرتين متتاليتين، بل اختاروا هذه المرّة تقطيع أجسادهم تنديدا بعجزهم عن إيجاد مناصب شغل وكذا عدم إيجاد آذان مسؤولين صاغية لهم ولمشاكلهم، ما من شأنه أن يحل الأزمة من جذورها، على اعتبار أن حراك الشارع بالجنوب حول مطالب التشغيل لم تكن جديدة بل شكلت محور الاحتجاجات في الآونة الأخيرة.
بعض المراقبين رأى في حراك أمس فرصة أخرى أمام المسؤولين للنظر في مطالب البطالين هناك، من جهة، ومن جهة ثانية للوقوف على الأوضاع التي وصلت إليها أبواب الحوار بين المواطن والمسؤول، بعد أن تأكد بأن السلطات المعنية هناك عملت على صدّ أبواب الحوار معهم، فكان خيار التصعيد سواء بإخاطة الأفواه أو تقطيع الأجساد السبيل الأمثل للتعبير عن رفضهم لهذه السياسة الإقصائية التي تتعامل بها السلطات المحلية مع مطالب مواطنيها. وقال ناشطون من المجتمع المدني بورڤلة، في تصريحات لـ"الرائد"، أمس، أن خيار تقطيع الأجسام هو وسيلة من المحتجين لإيصال أصواتهم إلى السلطات المعنية، وتعبير منهم على سخطهم من سياسة صم الآذان أمام هذه المطالب، من خلال عدم الاستجابة لها، بالرغم من أنها بسيطة وترتبط بمطلب واحد هو الحصول على فرص العمل بالمؤسسات النفطية المتعددة التي تنشط بالجنوب.
الحادثة خلفت حالة غليانا وارتباكا كبيرين لدى السلطات المعنية التي حاولت تدارك الأمر خوفا من أي تصعيد قد يحدث في الشارع الورڤلي من جدي، بعد عام من الهدوء الحذر بعد احتجاجات الغاز الصخري السنة الماضية

خولة. ب.

من نفس القسم الوطن