الوطن

المساجين والنفط في صلب نقاشات الجعفري ولعمامرة

الزيارة تتزامن مع مساع لتوسيع التمثيل الدبلوماسي المغاربي في بغداد





ستكون ملفات الإرهاب وسبل مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، في صلب النقاشات التي ستجمع بين وزير الخارجية العراقي إبراهيم الأشيقر الجعفري، والمسؤولين الجزائريين، خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها اليوم وغدا الخميس إلى الجزائر، وهي تتزامن مع زيارات مكثفة قام بها المسؤول العراقي في بلدان المغرب العربي، استهلها بزيارة تونس ثم المغرب، قبل أن يختتمها بزيارة للجزائر، وستطرح فيها قضايا الإرهاب بقوة، بالإضافة إلى قضية المساجين الجزائريين الذين يقبعون منذ سنوات عديدة داخل السجون العراقية، بالرغم من مساع حثيثة قامت بها منظمات جزائرية تعنى بحقوق الإنسان للتعجيل بطي هذا الملف.
وتأتي الزيارة، التي سيقوم بها الجعفري إلى الجزائر اليوم، مع وجود تصنيف عربي للحكومة العراقية الحالية بكونها تحظى بارتباطات وثيقة بطهران، في الوقت الراهن، وما للخطوة من دلالات على السياسة العراقية تجاه المنطقة العربية ككل. ومعلوم أن إيران وفي سياستها الأخيرة بدأت تتوجه بشكل كبير نحو بلدان المغرب العربي، لهذا لا يستبعد مراقبون أن تكون هذه الزيارة للمسؤول العراقي كخطوة لتوسيع دائرة الدول العربية التي لا تخاصم إيران.
وبالإضافة إلى هذا التوجه، تشكل العراق الآن بالنسبة للجهاديين البوابة الأولى وأحد أهم معاقل تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة العربية، ومعروف أن هذا التنظيم نجح، في الآونة الأخيرة، في استقطاب المئات من الشباب الذين ينتمون لدول المغرب العربي. ولا يستبعد أن يكون هذا الملف ذا أهمية كبيرة في المشاورات والنقاشات التي سيجريها المسؤول العراقي مع الجزائريين، كونه تحول إلى أولوية دولية في الوقت الراهن.
وبالإضافة إلى ملفات أمنية وأخرى اقتصادية تتقدمها ملفات البترول والغاز، يسعى العراقيين الآن إلى البحث عن توسيع في التمثيل الدبلوماسي المغاربي في العراق، بعد أن فقدت خلال السنوات الماضية هذا التمثيل.
وبالنسبة للجزائر، ستكون الزيارة فرصة للباحث حول "السبل الكفيلة بدعم وتعزيز أواصر الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين"، كما أشار بيان للخارجية، أمس، كما سيتم أيضا بالمناسبة إجراء "مباحثات سياسية بشأن القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". وبالإضافة إلى ذلك، يرى المراقبون أن الجزائر ستطرح للنقاش قضية الجزائريين المتواجدين في السجون العراقية، والتي كانت ضمن التصريحات التي أطلقها الجعفري في تونس حول المساجين الذين ينتمون لدول المغرب العربي في السجون العراقية، والذي أكد حرص الحكومة العراقية على التعاطي معها بصورة إيجابية، وكان هذا الملف قد طرح في الجزائر من عديد المنظمات الحقوقية وكذا الطبقات السياسية التي دعت الدبلوماسية الجزائرية للضغط على السلطات العراقية من أجل معرفة مصير المساجين هناك، خاصة بعد ورود أنباء وتقارير حاولت السفارة العراقية بالجزائر تكذيبها أكثر من مرة، تحدثت عن إعدامات طالت أحد الجزائريين.
وكان وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، قد زار العراق في وقت سابق، وبحث مع نظيره العراقي سبل تسليم بغداد ستة سجناء جزائريين موجودين بالعراق، بينهم محكوم عليهم بالإعدام، غير أن عدم الانتهاء من اتفاقية التعاون القضائي جعل الملف يبقى عالقا


خولة. ب

من نفس القسم الوطن