الوطن

حكومة الوفاق الليبية أمام البرلمان اليوم في امتحان جديد للسراج

سبقت الجلسة اجتماعات موسعة للدفع بالمشاورات نحو الانفراج


يرتقب أن تكون، اليوم الثلاثاء، فرصة متجددة أمام رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، فائز السراج، من أجل تقديم والدفاع عن أعضاء حكومته الجديدة التي تمخضت عن اجتماعات ماراطونية بمدينة الصخيرات المغربية على مدار الأسابيع الماضية، ويقدم السراج حكومته أمام البرلمان في جلسة مرتقب عقدها صبيحة اليوم، بمدينة طبرق الليبية، مستفيدا من الضربة الأمريكية الأخيرة على مدينة صبراتة التي كشفت عن بدايات حسم غربي في استعمال التدخل العسكري كورقة لاحتواء الوضع في ليبيا، أمام استمرار التشرذم وعدم وجود حكومة مصادق عليها من مجلس النواب، رغم وجود الدعم الدولي الكاف لإقرار حكومة الوفاق الوطني.
ويرى مراقبون أن التطور الأخير المسجل في مدينة صبراتة وحده كفيل بضرورة التنازل من كل الأطراف الليبية، وإلا ستكون البلاد معرضة للعودة إلى المربع الأول للأزمة ولن تنفع الأصوات المستنكرة للتدخل الدولي، بحكم تفويتها لفرصة التوافق ولو على الحدود الدنيا. ويقول بعض العقلاء أن تفاصيل الاختلافات سواء في الأشخاص أو في التمثيل القبلي أو حتى الحزبي الإيديولوجي، لا يمكن أن تصل إلى مرحلة تتوافق فيها كل القوى الليبية، وهو ما يدفع بإمكانية أن تكون للقوى الإقليمية دور محوري في التهدئة والدفع بقبول بما هو موجود في انتظار تطويره في المراحل القادمة.
وقد صدرت تصريحات من مختلف الأطراف الليبية، أمس، تستبعد التوافق، كما قالت عضو مجلس النواب الليبي، سلطنة المسماري، التي تحدثت عن وجود انقسامات تحت قبة المجلس بين مؤيد للحكومة ومعارض لها، مع وجود فئة ثالثة متحفظة بسبب عدم تمثيل مناطقها بالحكومة. بدوره قال النائب طارق الجروشي، عضو لجنة دفاع في البرلمان: "أرى أن العقيد المهدي البرغثي لا يصلح لهذه المرحلة بالذات… نحن نريد شخصية قوية صارمة حربية لها علاقات دولية ولها علاقات دولية". وأضاف في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية رداً على سؤال عما إذا كان المسؤولون في ليبيا على علم مسبق بالغارات الجوية التي شنتها واشنطن على معاقل "داعش" غربي ليبيا، الجمعة الماضي، "كل الضربات الجوية التي يتم تنفيذها في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الليبي يكون هناك تنسيق مع غرفة عمليات سلاح الدفاع الجوي".
إلى ذلك يؤكد متابعون للملف الليبي بأن الوضع العام في ليبيا يبقى مرهونا بمدى التزام الأطراف الليبية وإدراكهم لمدى المخاطر المقبلة على ليبيا وعلى المنطقة عموما، خاصة وأن هناك تعمدا من قبل بعض الأطراف في تأخير إقرار الحكومة الليبية لكي تبدأ عملها بشكل رسمي، ومع التطورات السياسية المتسارعة التي زادت المشهد الأمني خطورة وتعقيداً.
إلى ذلك، قال وزير خارجية إيطاليا، باولو جنتيلوني، إن إيطاليا تترقب بحذر تصويت البرلمان الليبي في طبرق على حكومة فائز السراج في ليبيا، وأضاف في تصريحات صحفية أمس إن روما تعتبر أن "الأمر حيوي ولكن كل شيء يظل واردًا"، لافتًا إلى أن حسم الانقسامات "لا يبدو أمرًا يسيرًا في ليبيا".
خولة. ب

من نفس القسم الوطن