الوطن

تصاعد خيار الحسم العسكري الدولي في ليبيا

على خلفية أنها جاءت بعد مشاورات عديدة بين القوى العسكرية الكبرى خبراء وأمنيون يؤكدون


قال الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، رمضان حملات، إن تداعيات الغارة الأمريكية على ليبيا، التي تمت في الساعات الماضية، ستكون لها لا محالة تداعيات على منطقة جوار ليبيا وبلدان شمال إفريقيا، غير أن هذه التداعيات ربطها المتحدث بمسألة استمرار التصعيد وتوسعه لمناطق ليبية أخرى، عدا ذلك فإن استمرار الغارات على نفس المنطقة وبنفس الطريقة العسكرية سيبقي الأمور على حالها داخل التراب الليبي.
وأشار المتحدث، في تقييمه للخطوة الأمريكية الأخيرة، إلى التأكيد على أن هذه الغارات كانت بتخطيط مسبق وضمن أجندة عمل واضحة المعالم، خاصة وأنها جاءت بعد اجتماعات ماراطونية لوزراء الدفاع للقوى الغربية الكبرى، سواء ذلك الذي جرى في روما قبل أسابيع أو غيرها من الاجتماعات والمباحثات التي أجراها الرئيس الأمريكي مع مستشاريه، ساعات قبل الغارة التي تمت الجمعة الماضي، وهو ما يؤكد وجود مخطط واضح وصريح لدى أمريكا داخل التراب الليبي. وفي ردّه على سؤال حول إن كانت هذه الأجندة مرتبطة بتدخل عسكري وعمليات عسكرية برية ستجرى خلال الأيام القادمة، أكد المتحدث على أن مسألة التدخل الأمريكي داخل التراب الليبي ليست وليدة الجمعة الماضي أو الغارات الأخيرة، وقد شهدت ليبيا في الأيام الماضية تدخلا عسكريا وغارات داخل التراب الليبي جوا وبرا وبطريقة غير معلنة، وهو ما تم تجنبه في الاستراتيجية الأخيرة، إذ تم الإعلان عن العملية العسكرية بعد أن كانت تتم في السابق تحت غطاء غير رسمي ومجهول.
العقيد المتقاعد من القوات البرية، رمضان حملات، أكد في ردّه على سؤال لـ"الرائد" حول إن كان يراد من وراء هذا الإعلان جس نبض دول الجوار الليبي ووضعها أمام الأمر الواقع تمهيدا لبدء العمليات العسكرية والتدخل الذي بقيت تهدد به طوال الأسابيع الماضية، أكد محدثنا بأن المعلوم هو أن أمريكا لو أرادت التدخل العسكري فهي ستقوم بذلك، وقد تمت مناقشة الأمر ضمن اجتماعات سابقة بينها وبين حلفائها، وتمت الإشارة إليه ولو بشكل غير معلن، غير أن المتحدث عاد وأكد على كون الساعات القادمة ستوضح حقيقة هذه الخطوة وإن كانت أمريكا تريد فعلا من وراء الغارات الأخيرة التلويح بالتدخل العسكري الوشيك داخل التراب الليبي، وذلك من خلال معطيات عديدة أبرزها تجدد الغارات وتوسعها لتشمل مناطق ليبية أخرى.
وبخصوص إن بقيت الأمور على نفس السياق وبنفس المنطقة، فيرى المتحدث بأنها تتعلق بأجندة واضحة ومحددة وهي بعيدة كل البعد ولو بشكل مؤقت عن خطوة التدخل العسكري.
بدوره أوضح إدريس شريف٬ أستاذ محاضر بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام، في تعقيب له على التصعيد الأمريكي الأخير داخل التراب الليبي، بأن الخطوة قد يفهم منها بأن مسألة التدخل العسكري في ليبيا قد حسمت، بالنظر لكون الأسابيع الماضية شهدت نقاشا غربيا عن احتمال التدخل العسكري في ليبيا لتطويق تنظيم داعش الإرهابي. وأضاف المتحدث يؤكد على أن هذه الغارات قد يراد منها أيضا جس نبض دول المنطقة ووضعها أمام الأمر الواقع للبدء في عملية عسكرية فعلية ضد داعش في ليبيا، خاصة وأن وزراء عدة دول غربية، منها فرنسا، ألمانيا، بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية قد ناقشت في مؤتمر روما الأخير هذه المسألة.
خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن