الوطن

"الأزمة المالية ستكون لها آثار كارثية على ولايات الجنوب"

دعا الحكومة إلى التعامل مع الملف بحكمة وعقلانية، سليمان ناصر لـ"الرائد":


أكد أمس الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة ورقلة سليمان ناصر أن التنمية متأخرة كثيرا بولايات الجنوب وهو واقع تعرفه الجزائر منذ الاستقلال مضيفا أن الحكومة لم تطبق الوعود التي قطعتها في فترات سابقة لتأتي الظروف الحالية والأزمة التي يشهدها الاقتصاد الوطني وتصعب الأمور أكثر على أبناء الجنوب فالحكومة التي لم تتمكن في ضمان حق أبناء الجنوب في التنمية أيام البحبوحة لن تتمكن من ذلك الآن زمن التقشف.
وقال الدكتور سليمان في تصريحات لـ"الرائد" أنه عندما نرى الامتيازات الممنوحة لمنطقتي الجنوب والهضاب العليا في مجال الاستثمار وجذب المستثمرين لم تأتِ بنتيجة، فعلينا البحث عن الأسباب ومعالجتها، مضيفا مثلاً الدولة منحت دعماً مالياً هائلاً لقطاع الفلاحة في الجنوب، ولكن معظم تلك الأموال صُرفت في مجالات شخصية أخرى لا علاقة لها بالفلاحة لضعف الرقابة في هذا المجال، مشيرا في ذات السياق أن ً البيروقراطية التي تعيق أي مستثمر في الجنوب وهي أقوى من الشمال. لكن بالمقابل، قال سليمان أنه و"بالرغم من نقص فرص الاستثمار والتوظيف التي وفرتها الدولة في الجنوب، فإن نسبة كبيرة من الشباب البطال فيه يعزف عن العمل الحقيقي والمنتج، مثل العمل في قطاع الفلاحة، البناء والأشغال العمومية، الحرف، ويبحثون عن العمل المريح في المكاتب، رغم أن أغلبهم لا يملك مؤهلاً علمياً. ففي الوقت الذي يتظاهر فيه هؤلاء في الشوارع طلباً للعمل، نجد ورشات العمل والمقاولين يبحثون عن عمال فلا يجدون، مما جعلهم يستنجدون بالأفارقة، والذين أصبحوا يعملون في الجنوب بأعداد كبيرة، مما يدل على أن فرص العمل موجودة ومتوفرة". 
من جهة أخرى أكد الدكتور سليمان أن الأوضاع في الجنوب ستكون أصعب حالياً مما كانت عليه في الماضي، لأن الدولة لم تستطع أن تقنع سكان الجنوب بحقهم في التنمية أيام البحبوحة المالية، فكيف تقنعهم في زمن التقشف ؟!، فمثلاً يضيف سليمان " الدعم الذي كانت تقدمه الدولة للفلاحين في الجنوب عن طريق التخفيض من فاتورة الكهرباء بسبب الاستهلاك المرتفع، قد يتوقف مع رفع أسعار الكهرباء في هذا العام الجديد، وبالتالي قد يتسبب ذلك في ارتفاع تكاليف الإنتاج وقد يتسبب في هجران الفلاحين لأراضيهم"  أيضاً يشير سليمان "تعليمة الوزير الأول بتجميد التوظيف في الوظيفة العمومية سيكون لها أثر أخطر في الجنوب الذي يشتكي أصلاً من قلة فرص التوظيف ومن حراك مستمر للبطالين" بالإضافة إلى قرار الحكومة بتوقيف كل المشاريع التي لم تتجاوز نسبة الإنجاز فيها 50 بالمائة بسبب التقشف وما أكثرها في الجنوب، كل هذا ستكون له آثار كارثية على منطقة الجنوب، يؤكد سليمان الذي دعا الحكومة إلى أن تتعامل مع ملفات الجنوب بحذر كبير وبعقلانية شديدة.
س. ز

من نفس القسم الوطن