الوطن

الدبلوماسية الأمريكية تتحرك لتسريع حل القضية الصحراوية

تزامنا مع رسائل حسن الجوار والرغبة في تسريع الاتحاد المغاربي





لفت انتباه المهتمين بالقضية الصحراوية وقبل زيارة الأمين العام للأمم المتحدة المرتقبة للمنطقة، تحرك الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، سواء في المغرب أو موريتانيا وحتى الجزائر، حيث قامت سفيرة أمريكا بالجزائر بزيارة إلى تندوف وإلى مخيمات اللاجئين الصحراويين. التحرك الدبلوماسي الأمريكي يأتي في الوقت الذي نشطت أيضا دبلوماسية الرسائل بين قادة الدول المغاربية إضافة إلى حراك بعض الدبلوماسيين المتقاعدين بين البلدين.
كما أبرز البعض أنباء عن إمكانية تنظيم لقاء حوار بين الصحراويين في مراكش ويتعلق الأمر بوفد من البوليساريو ووفد من الصحراويين المدافعين عن بعض الأطروحات المغربية. كل هذا الحراك وبالنظر إلى التهديدات الحقيقية التي أصبحت تمثل خطرا على السلم الدولي، سواء تعلق الأمر بالانفلات الأمني في ليبيا أو حتى الوضع في مالي، وأمام التدهور الذي عرفته منطقة الشرق الأوسط، أصبحت الولايات المتحدة تخاف من انتشار ظاهرة الفوضى التي بدأت تتأثر منها المصالح الأمريكية بشكل متسارع، وهي لا ترغب في تمدد روسي آخر في مناطق أخرى، ما رجح إمكانية تحرك دبلوماسي أمريكي لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية وفق التقريب بين وجهات النظر للأطراف المتنازعة.
زيارة الأمين العام للأمم المتحدة المقبلة تعلق عليها آمال كبيرة، وربما ستكون المحطة الأبرز لحل آخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا، وهو ما استنتج من رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الملك محمد السادس، حين أشار إلى كل هذه المعطيات في رسالته الأخيرة حين قال: أن "تحقيق وحدة المغرب العربي باتت أكثر من ضرورة، في وقت يشهد العالم تنامي التجمعات الإقليمية والدولية، وتتعرض منطقتنا لتحديات ورهانات كبيرة على جميع المستويات والأصعدة".
والأكيد أن الوحدة تمر حتما عبر الاتفاق على المرجعيات ووضوح مسار حل القضية الصحراوية ليس كشرط وإنما كنتيجة حتمية للتوافق المغاربي وإنهاء كل القضايا الخلافية بين بلدان المغرب العربي.
وهو نفس الاتجاه الذي رد به ملك المغرب، حينما عبر عن تمسكه باندماج الدول المغاربية، وهو يدرك بعمق وأكثر من غيره أنه لا اندماج إلا من خلال التهدئة والتقليل من الخلافات. وقال محمد السادس: "المملكة المغربية التي تعتبر الاتحاد المغاربي خيارا استراتيجيا لا رجعة فيه، لن تدخر جهدا لمواصلة العمل من أجل تحقيق الاندماج بين دوله الخمس وإقامة نظام مغاربي جديد أساسه الإخاء والثقة والتضامن وحسن الجوار، وتجاوز حالة الركود المؤسساتي التي تحول دون اضطلاع الاتحاد بالدور المنوط به على مختلف المستويات، لرفع مختلف التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه الدول المغاربية وجوارها الإقليمي والدولي".
هذه المواقف المعلنة الاستباقية لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة والتحرك الدبلوماسي الأمريكي، رغم أن الموقف الأمريكي معروف من قبل وواضح، حيث أن الإدارة الأمريكية تعترف للمغرب بإدارة الإقليم، لكن لا تعترف له بالسيادة، والولايات المتحدة دعمت صراحة الحكم الذاتي، لكن اشترطت في دعمه أن يتم إشراك البوليساريو فيه، ولكن مع مرور الوقت وتزايد التهديدات، وخاصة مواقف الدبلوماسيين الأمريكيين، على غرار كريستوفر روس، المبعوث الأممي، قد يتغير الموقف الأمريكي نحو حل مقبول بين الأطراف المتنازعة

خالد. ش.

من نفس القسم الوطن