الوطن

خارطة طريق لتجميع إطارات الأفلان المتخاصمين

بعد بروز معالم التهدئة بينه وبين الأرندي


خففت قيادة جبهة التحرير الوطني من حدة انتقادها لغريمها الأرندي في آخر خرجات مسؤوليها الإعلامي مع الناطق الرسمي للأرندي، ما عزز من أطروحة أن توجيهات للحزبين جاءت لتوقيف حملات تبادل التراشق الإعلامي وتبادل التهم التي مست حتى بمصداقية المؤسسات، بعد أن جاءت الاتهامات من أحمد أويحيى مدير ديوان الرئاسة الذي قال أن انتخابات السينا عرفت استعمال المال الفاسد بل حتى أموال المخدرات، ورد عليه بعدها عمار سعداني أن حزب الأرندي هو نتيجة للتزوير وأن كل ما ناله هو من الكوطة وليس من اختيار الشعب.
ويدور في أجهزة هذه الأحزاب حديث عن رغبة لدى أصحاب القرار في تغيير مسؤولي هذه الأحزاب، فالأرندي الذي هو على أبواب مؤتمره الذي يسعى أويحيى فيه أن يرسم منصبه، بدأت تشتم رائحة استعداد قيادات في الأحزاب تنتظر الإشارة الأخيرة لدخول المنافسة. ويقول العارفون بشؤون الحزب أن إعلان بلقاسم ملاح عن ترشحه فيه رسالة جس النبض لمرشح آخر محتمل لا يرغب في استباق الأحداث، ويريد أن يستكمل الإجماع عند أصحاب القرار وأن يوافق الرئيس على توليه هذا المنصب، ويتعلق الأمر هنا بالوزير عبد السلام بوشوارب الذي أصبحت طموحاته لا حد لها حزبيا وحكوميا أيضا، ومستفيدا من الثقة التي يتمتع بها من الرئيس من جهة وانضباطه وعدم تسرعه في إبداء رغباته قبل الفصل النهائي فيها من طرف المخولين بذلك.
وبالمقابل عرف الأفلان حراكا آخر وكثر الحديث عن خريطة طريق معدة لاستبدال الأمين العام الحالي عمار سعداني قائمة أساسا على تجميع مناضلي الأفلان المهمة التي عجز فيها سعداني، واستحداث هيئات استشارية واعتبارية تتولى تجميع القيادات ورموز الحزب لعدم استحالة جمعهم في اللجنة المركزية.
ويرى البعض أن القانون الأساسي للحزب الذي لم رسم منصب رئاسة الحزب وبتزكية من المؤتمر وبصلاحيات واسعة، وليس مجرد رئيس شرفي كما كان من قبل حيث كانت معدة أساسا لهذه المرحلة والتوقيت التي تشعر الرئاسة بأهمية تقوية الحزب واسترجاعه لكل قياداته ورموزه.
ولا يرفض خصوم سعداني الأسماء المقترحة لتولي الأمانة العامة للأفلان بعد استقالة هذا الأخير أو سحب الثقة منه، ويتداول اسم جمال ولد عباس عند بعض إطارات الحزب خاصة أنه كان رجل ثقة الرئيس في المؤتمر الأخير للحزب وعين الرئاسة على الأمانة العامة، كما كانت مهمة رئاسته للجنة الإشراف على لقاء البرلمان بغرفتيه في قضية تعديل الدستور رسالة أخرى للثقة التي توليها الرئاسة لشخصه، ولا توجد خصومات سياسية بينه وبين باقي إطارات الحزب حتى وإن تحفظ البعض علب إمكانياته أو قدراته.
وقد كان ولد عباس في مراحل كثيرة عضوا في اللجنة المركزية للحزب كما كان عضوا للمكتب السياسي في فترات أخرى، وتولى حقائب وزارية في فترة الرئيس بوتفليقة، ويقدم نفسه دوما على أنه صديق العائلة، كما أن الطبيب يعرف أيضا بعدم دخوله في صراع رغم اندماجه دوما مع القوي والفائز في آخر المطاف.
خالد. ش

من نفس القسم الوطن