الوطن

الإبراهيمي: لا أطمح لأي منصب

بعد أن عبر على استنكاره لواقع العلاقات الجزائرية المغربية


نفى الدبلوماسي المخضرم الجزائري، الأخضر الإبراهيمي، طموحه في تولي أي منصب في الجزائر، خاصة بعد أن حظي مرات باستقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وقال الإبراهيمي الذي تجاوز العقد الثامن، أن لقاءاته ببوتفليقة هي بالأساس للعلاقة المتينة التي تربطهما منذ فترة والعمل المشترك في فترات كبيرة. وكانت مصادر إعلامية في فترات سابقة تداولت إمكانية أن يرشح بوتفليقة الإبراهيمي لفترة انتقالية.
ويعد الإبراهيمي من الدبلوماسيين الجزائريين الذين تولوا مناصب قيادية في الأمم المتحدة وكلف بملفات عديدة حساسة، على غرار أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان، وغيرها من القضايا التي تشغل الرأي العام الدولي، كما يحظى الإبراهيمي باحترام من طرف القوى السياسية والشخصيات النافذة في النظام الجزائري، ولم يقتنع كثيرون بتصريحات ابن سور الغزلان على أن لقاءاته المتكررة مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمجرد الصداقة، وهو أمر لم يفعله مع مقربين آخرين له بل حتى مع داعميه، ولازال البعض يردد إمكانية تولي الإبراهيمي الرئاسة لقترة انتقالية محدودة بالنظر للدعم الدولي والإقليمي الذي يحظى به من جهة، إضافة إلى أنه لا يحمل الحقد وليس لديه أي حسابات يصفيها مع أي طرف كان، كما أنه بإمكانه المساهمة في التخفيف من الضغوطات الدولية وإبعاد سيناريوهات التفتيت التي تتعرض لها المنطقة.
ولفت انتباه البعض في التصريحات الإعلامية التي أدلى بها الأخضر الإبراهيمي في المغرب في بداية الأسبوع، الحديث عن العلاقات الجزائرية المغربية، وقال أنه من الرجال المغاربيين، وتأسف لواقع العلاقات بين البلدين وقدم نماذج بين دول مجاورة ورغم كل الخلافات استطاعت أن تطري علاقاتها وأن تضاعف حجم التبادل التجاري بينها، على غرار ألمانيا وفرنسا من جهة والهند والباكستان كمثال آخر.
وتجدر الإشارة أنه في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن قضية فتح الحدود الجزائرية المغربية، وزاد عدد الأحزاب المطالبة بذلك من المعارضة، كما هو الشأن بالنسبة للأفلان أيضا، حيث طالب الأرسيدي مؤخرا بفتح الحدود، وقالت لويزة حنو ن في آخر خرجتها الإعلامية أن العلاقة بين الجزائر والمغرب ستعرف انفراجا في الأيام القادمة، وهو نفس الموقف الذي سجلته حركة حمس في عديد من المرات.
ويعد ملف فتح الحدود مطلب بعض الدول الغربية وخاصة فرنسا التي كثيرا ما ألحت على ضرورة فتحها بالنظر للمصالح الحيوية لحليفها الاستراتيجي المغرب في المنطقة، وبالنظر لبدايات التحول الاقتصادي في الجزائر والتوجه التدريجي نحو رفع الدعم، فقد تتمكن الجزائر من إزالة البعض من الأضرار التي تلحق الاقتصاد الوطني بفتح الحدود، ناهيك عن موضوع المخدرات وما تحمله الحدود من إشكالات كانت ومازالت محل مدارسة بين الجانبين.
وينظر الكثيرون أنه في حالة قيام الدول الغربية بهجمات عسكرية على ليبيا تكون الجزائر بأمس الحاجة إلى حدود برية مشتركة آمنة، وفي نفس الوقت مقللة من الضغوطات ومستنفرة للجار ببذل جهود أكثر دبلوماسيا وحتى أمنيا، للحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة. ولا يستبعد أن يكون للإبراهيمي دور في التقليل من الخلافات بين الجزائر والرباط بعد تبادل الزيارات من طرف بعض الشخصيات المغربية المعارضة، وذات العلاقة مع الملك محمد السادس، وهي دبلوماسية المتقاعدين التي كثيرا ما أثمرت بين البلدين وحاصرت الخلاف


خالد. ش

من نفس القسم الوطن