الوطن

العلاقات الجزائرية الفرنسية في 2016... حب من طرف واحد ومصالح انتخابية من دون اعتذار

إنزال فرنسي غير مسبوق قبيل اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين في مارس القادم


لا يزال مسلسل الزيارات المكوكية بين مسؤولين جزائريين وفرنسيين تتواصل، على الرغم أصوات السياسيين الجزائريين المنتقدين لهذه السياسة التي لا تزال تخدم الطرف الفرنسي بالدرجة الأولى، في وقت يعوّل الساسة الفرنسيون على أصوات الجالية الجزائرية في الانتخابات المقبلة، من خلال تنشيط زياراتهم للجزائر، وتوظيفها في عقد اتفاقيات اقتصادية وسياسية، مع مطالب لم تتحقق بالاعتذار على الفترة الاستعمارية.
شهدت بداية السنة انطلاقة لعلاقة "حميمة" بين الجزائر وفرنسا، وصفها ملاحظون ببداية لسنة عسل أخرى في سجلات العلاقات الفرنسية الجزائرية، التي ما فتئت تتعزز منذ مجيء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. فمنذ قرابة الأسبوعين زار رئيس الوزراء السابق، آلان جوبيه، الذي يرأس بلدية بوردو حاليًا، التي تضم أعدادًا كبيرة من الجزائريين، وهو مرشح عن حزب الجمهوريين للانتخابات الرئاسية، التي ستجري في 2017، والتقى جوبيه في زيارته كبار المسؤولين الجزائريين، في مقدمتهم الرئيس بوتفليقة، كما زارت الأسبوع الفارط رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، الجزائر واستقبلت كذلك من طرف مسؤولين رفيعين على رأسهم الرئيس بوتفليقة. وقالت هيدالغو إن على الجزائر وباريس "رفع التحديات نفسها في مجالات المناخ والاقتصاد والديمقراطية".
وفي الوقت،الذي كانت رئيسة بلدية باريس تزور الجزائر، كان رئيس المجلس الدستوري، مراد مدلسي، يُستقبل بباريس من طرف نظيره الفرنسي جان لوي دوبري، وقال مدلسي إن المجلس الدستوري، الذي يترأسه، سيستفيد من التجربة الفرنسية "لجعل التجربة الجديدة التي يفرضها الدستور الجزائري الجديد مفيدة للمجتمع الجزائري".
وقبل ذلك، عاشت الجزائر زيارة لأول وزير مجاهدين جزائري لفرنسا، حيث حل الوزير الطيب زيتوني في باريس، وتوّجت هذه الزيارة بالاتفاق على إعلان "لجنة مشتركة" لدراسة "مسألة المفقودين والتطرق إلى تعويض ضحايا التجارب النووية الفرنسية في الجزائر"، دون أن تفتك الجزائر مطالب أخرى، ما يطرح التساؤل من جديد حول طبيعة العلاقة التي تربط البلدين، ومن الرابح فيها، إلا أن الواقع يؤكد أن العلاقات بين البلدين لا تزال "حميمة ومتميزة لكن تميل لمصلحة الطرف الفرنسي، بسبب النفوذ الذي تحظى به باريس عند بعض المسؤولين الجزائريين، ما جعلها تنظر بتعالٍ إلى الطرف الجزائري، رغم التفضيل الذي يمنح لها للظفر بصفقات في الجزائر".
يأتي هذا في وقت تؤكد المعطيات الحالية أن باريس ستواصل الظفر بالمزيد من المزايا رغم الانتقادات التي يوجهها الساسة الجزائريون، على رأسهم أحزاب المعارضة، حيث انتقد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، المبالغة في استقبال المسؤولين الفرنسيين في الجزائر، خلال الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن فرنسا بلد شريك في حكم الجزائر يمنح لنفسه ما يريد من الامتيازات ويسير بنفسه مستقبل الجزائر. وتساءل مقري عن كثافة زيارات المسؤولين الفرنسيين "ماذا يحدث". وأوضح أن الكثير من الناس في الجزائر يتعجبون ويتساءلون "لماذا هذه المبالغة الكبيرة في استقبال المسؤولين الفرنسيين من حيث كثرتها، ومن حيث نوعها ومستوى الاستقبال"، ليجيب رئيس الحركة أن فرنسا الآن ليست مجرد بلد أجنبي تربطنا به علاقات دولية عادية، بل هو بلد شريك في "حكم، يمنح لنفسه ما يريد من الامتيازات ويسير بنفسه مستقبل الجزائر".
أمال. ط

من نفس القسم الوطن