الوطن

وزير المجاهدين: المشاحنات بين جيل الثورة حالات معزولة

أعلن عن اجتماع فريق عمل جزائري فرنسي حول المفقودين والتجارب النووية


أعلن وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أمس، أن الجانبين الجزائري والفرنسي باشرا لقاءات حول ملفي المفقودين خلال فترة حرب التحرير، حيث نظما اجتماعين في الـ 3 والـ 11 من الشهر الجاري بالعاصمة وتطرقا إلى ملف المفقودين وملف التجارب النووية برڤان.
وقال في منتدى الإذاعة الوطنية "بالنسبة إلينا، العمل بدأ وهي ليست مهمة سهلة ولن تنتهي في رمشة عين، كما لا يمكننا الرجوع إلى الوراء أو التخلي عن مطالبنا، لقد بلغنا نقطة اللارجوع لأنها مسائل مقدسة". وأضاف أن الجزائر طالبت بالتعويضات لضحايا التجارب النووية سواء كانوا أفرادا أو جماعات، علاوة على تعويضات عن الأضرار التي تعرض لها المحيط والبيئة، مضيفا أن فرنسا الاستعمارية ارتكبت جريمة شنعاء لا تغتفر برڤان حتى بشهادات الفرنسيين أنفسهم، والجزائر لن تتنازل عن مطالبها الشرعية دون أي مركب نقص، وستدعم ملف ضحايا التفجيرات النووية بالاستعانة بخبراء في القانون، وأطباء، مؤكدا أن فرنسا لا تستطيع أن تنكر جرائمها في رڤان.
وأعلن ممثل الحكومة عن تنصيب خلية على مستوى دائرته الوزارية مكلفة بدراسة ملف تعويض ضحايا التفجيرات النووية التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية من 1960 إلى 1966، وتتمثل مهمة هذه الخلية التي تتشكل من خبراء وأطباء ومحامين, في الاتصال بالأطراف المعنية بغرض استكمال الملف وإيداعه لدى اللجنة المشتركة الجزائرية - الفرنسية التي أنشئت لهذا الغرض. كما تقرر، حسبه، إعادة دراسة ملف المفقودين خلال الحقبة الاستعمارية من قبل الجزائريين، مشيرا إلى أنه التقى العائلة الثورية وأصدقاء الثورة من الفرنسيين بباريس.
وجدد ممثل الحكومة تمسك الجانب الجزائري أيضا باسترجاع أرشيفها كاملا غير منقوص منذ بدء الاحتلال سنة 1830، مشيرا إلى أن الجزائر تسلمت 2 بالمائة فقط من أرشيفها الوطني، بينما تبقى ما نسبته 98 بالمائة بين أيدي الفرنسيين، مشددا على ضرورة استرجاعه كاملا حتى ذلك الذي يحمل صفة "سري للغاية". وقال إن اللجان المشتركة بدأت في عملها حديثا ونحن في بداية المفاوضات لاسترجاع الأرشيف كاملا دون استثناء.
وقال زيتوني إن ملف التفجيرات النووية والمفقودين لا يمكن مناقشته بمعزل عن ملف الأرشيف، لأن الملفات الثلاثة مرتبطة ولا يمكن فصلها، فالحديث عن المفقودين أو مواقع التفجيرات النووية -وحتى خرائط الألغام على خطي شال وموريس- مستحيل دون العودة إلى الأرشيف الوطني الجزائري لدى فرنسا، لكن هذا لم يمنع الجزائريين والمؤرخين من توثيق جرائم فرنسا الاستعمارية منذ وطئت أقدام الاحتلال أرض الشهداء، كاشفا في هذا السياق أن الجزائر أحصت 1212 مركز للتعذيب و1312 مقبرة شهداء آخرها تم اكتشافها بخنشلة التي ستحتضن الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للشهيد الموافق لـ 18 فيفري تحت شعار "حتى لا ننسى إخواننا الشهداء".
وأشار أيضا إلى أن زيارته لفرنسا في أواخر شهر جانفي وهي الأولى من نوعها على هذا المستوى، موضحا أن "العمل الذي يقوم به يرتكز على إعلان الجزائر الموقع بين الرئيسين بوتفليقة ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند بمناسبة زيارته لبلادنا في ديسمبر 2012".
وعبر وزير المجاهدين عن استيائه والأسرة الثورية والمجاهدين من حملات التشويه التي تتعرض لها الذاكرة التاريخية الجزائرية، في إشارة إلى تبادل بعض المجاهدين التهم بالعمالة لفرنسا والتشكيك في مشاركة آخرين في الثورة، وصنفها في خانة "المعزولة" و"المنفردة"، واستشهد بالمثل القائل "ذكر الأذى بعد الصفى أذى"، مشددا على أن التاريخ والتضحيات الجزائرية أكبر بكثير.
آدم شعبان

من نفس القسم الوطن