الوطن

غول مخاطبا نزار: شباب اليوم غير محتاج إلى نزاعاتك

دعا للابتعاد عن التراشقات وحذر من مغبة الانزلاق نحو الربيع الدامي



وجه رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، عمار غول، رسائل شديدة اللهجة للشخصيات الوطنية والتاريخية والمتقاعدين من المؤسسة العسكرية، وفي مقدمتهم اللواء خالد نزار، دون ذكره بالاسم، دعاهم فيها إلى ضرورة الابتعاد عن التصريحات والتصريحات المضادة ونبش التاريخ، لأن شباب اليوم، على حدّ تعبيره، لا يحتاج لهذه النزاعات ولا الصراعات لكون الغوص فيها وإعادتها للواجهة تحتاج إلى نقاش جاد من الأطراف التي كانت حاضرة فيها للحكم عليها، أما بالنسبة لشباب اليوم وأبناء الغد فهم بحاجة إلى حماية استقرار الجزائر. وحذر المتحدث في سياق متصل هؤلاء الشباب من مغبة الانزلاق نحو الربيع الدامي الذي هدم وحدة الدول واقتصادها وشعوبها، وقبل ذلك أمنها وسلامة وحدتها الترابية.
لم يفوت عمار غول اللقاء الجهوي لإطارات حزبه "تاج" الذي عقد أمس ببلدية الكاليتوس بالعاصمة، حيث خصص حيزا كبيرا من كلمته الافتتاحية للقاء لتوضيح موقفه السياسي مما يحدث من تراشقات سياسية تشهدها الساحة الوطنية في الآونة الأخيرة، وهي التراشقات التي شككت في نضال البعض وفي إخلاص البعض الآخر. ومن هذه المنطلقات دعا المتحدث الجزائريين والشخصيات الوطنية والتاريخية والمتقاعدين من المؤسسة العسكرية والضباط السامين إلى ضرورة التزام الحكمة وعدم التنابز وإثارة التراشقات غير البناءة التي تمس ثورة التحرير المباركة أو التي تشوه تاريخ الجزائر بعد الاستقلال. ودعا المتحدث جميع الأطراف السياسية إلى ضرورة "الابتعاد عن كل "التراشقات السياسية" و"الاستهتار" بالآخر، في إشارة منه إلى جنرالات سابقين وضباط سامين في الجيش، موضحا أنه "لا يمكن مناقشة الملفات الساخنة إلا بأعصاب باردة والسماع للآخر لأن الجزائر ليست بحاجة لمن يشعل النار فيها".
عمار غول خاطب هؤلاء يقول: "يتوجب على من يريد المساهمة في تاريخ الجزائر إبان الثورة أو بعد الاستقلال في كتابة مذكراتهم من ضباط سامين في الجيش أو شخصيات وطنية، باللجوء إلى الحكمة والتعقل والتريث وعدم تسميم الوضع الوطني برواية أحداث لا يمكن إلا لمختصين في الشؤون التاريخية تحليلها"، مؤكدا على أنه "يتعين على هذه الأطراف الابتعاد عن هذه التراشقات العقيمة غير البناءة التي تنبش في تاريخ الجزائر، لأن شباب اليوم غير محتاج إلى نزاعاتكم وصراعاتكم، وكذا المستوى المنحط الذي وصلتم إليه"، داعيا "كافة التشكيلات السياسية إلى لعب دورها المنوط بها بالتنديد والوقوف ضد كل هذه الممارسات".
وأضاف المتحدث أن هذه الأطراف لا يمكنها من خلال تصريحاتها أن تفتح مجالات تنخر جراحات الجزائر في عمق ما يمزقها، واصفا ما يقومون به يندرج في خانة "الخرف" الذي أصابهم ليكونوا أبطالا، لكن ماذا سيربح الجزائريون من كل هذا؟ مؤكدا أن "الجزائر وبفضل المصالحة الوطنية استطعنا التغلب على كل المشاكل التي أصابت الجزائريين أيام العشرية السوداء"، متسائلا "هل الأجيال اليوم بحاجة إلى فتح جراح المأساة الوطنية"، حيث قال: "اتركوا الجراح حتى تندمل".
كما اعتبر أن "مناقشة الملفات الساخنة لا يمكنها أن تكون إلا بوجود أعصاب هادئة بين أبناء الوطن الواحد بالسماع للآخر وقبول رأيه، والابتعاد عن كل المخططات والإثارة التي تأتينا من الخارج والتي تعمل من خلالها بعض الأطراف على زعزعة استقرار وأمن الجزائر"، معتبرا أن "الاختلاف يكون مع بعضنا أحيانا وهو رافد قوي لبناء الأصلح، لكن لا يجب أن يتحول هذا الاختلاف إلى تأجيج الشارع وركب موجات "سياسوية" يدفع ثمنها الأبرياء من المواطنين في الشارع وتؤدي إلى خراب وتفكيك الأمة".

هذا وطالب غول في الأخير جميع الفاعلين في الساحة السياسية بـ"ضرورة الابتعاد عن صناعة أجواء التوتر والحقد والكراهية لأنه لا يجب أن نستمر من خلال هكذا أجواء مشحونة التي تسعى من خلالها بعض الأطراف لتأزيم الوضع وصناعة ثقافة التخوين والإرهاب الفكري والاستهتار بمكاسبنا"، مستطردا أن "الأمن والاستقرار خط أحمر لا يمكن أن يدوس عليه أي كان"، وختم كلامه بتثمين كل القرارات التي جاء بها الدستور الجديد الذي قال بأنه "كان عميقا وتوافقيا، أخذ بعين الاعتبار الإشكالات المطروحة اليوم والآفاق المستقبلية، إن هذا المسعى النبيل الذي أراده رئيس الجمهورية كان في مستوى وطموحات الشعب الجزائري"، مؤكدا أنه "ساهم في إبداء الرأي بخصوصه وتجسيد معالمه لأنه سيعود بالفائدة على الجزائر".


خولة. ب

من نفس القسم الوطن