دولي

التهويل من أنفاق غزة ... ابتزاز لواشنطن وتهيئة للداخل الصهيوني

جيش الاحتلال يجري تمشيط في مناطق يعتقد أنّ أنفاق المقاومة تمرّ منها



يُجري جيش الاحتلال الصهيوني على الحدود بين دولة الاحتلال وغزة، شرقاً وشمالاً، عمليات تمشيط في مناطق، يعتقد أنّ أنفاق المقاومة تمرّ منها إلى داخل عمقه. آليات حفر كبيرة، وجرافات، ترافقها وحدات هندسة تجري عمليات تمشيط منذ أيام، بغية الوصول إلى أنفاق المقاومة.
وصار الحديث عن أنفاق غزة الهجومية أمراً لافتاً، لا تخلو وسيلة إعلام منه يومياً، وعلى ألسنة سياسييها لا تجد إلا التحريض على غزة، والدعوة إلى إطلاق هجوم استباقي ضد القطاع وأنفاق المقاومة. يتزامن ذلك مع إعلان الجيش أنه سيُشرع ببناء سياج جديد حول مستوطنات غلاف غزة، سيكون جاهزاً خلال عامين، وذلك على ضوء المخاوف من استخدام حركة "حماس" لأنفاقها العابرة للحدود في مهاجمة المستوطنات القريبة.
من ناحيته، يؤكد النائب عن حركة "حماس" في المجلس التشريعي، يحيى موسى، أنّ "الاحتلال الإسرائيلي شنّ حربه الأخيرة على القطاع، صيف عام 2014، من أجل أنفاق المقاومة، لكنّه لم ينجح في تحقيق أهدافه". ويلفت موسى إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى ابتزاز العالم، والإدارة الأميركية، للحصول على المزيد من الدعم المالي والتكنولوجي، وزيادة الضغط على غزة من أجل خدمة مصالحه السياسية والعسكرية"، معتقداً أنّ "إمكانية إقدام الاحتلال على شنّ مواجهة قريبة مع غزة ما تزال بعيدة، في ظل فشله في مواجهة الانتفاضة المشتعلة منذ نحو خمسة أشهر، وعدم قدرته على وقف العمليات الفردية".
ويشير موسى إلى أنّ "التحريض الإسرائيلي يهدف إلى زيادة الضغط على الشعب الفلسطيني بشكل كلي، وتوجيه رسائل داخلية للمجتمع الإسرائيلي، في ظل حالة العجز التي تعاني منها الحكومة الإسرائيلية، وإمكانية التوجه إلى انتخابات مبكرة". من جهته، يعتقد القيادي البارز في حركة "فتح"، فيصل أبو شهلا، أنّ "كل التحريض على غزة، والممارسات العدوانية الإسرائيلية، بمثابة محاولة لإيصال الرسائل للرأي العام الداخلي، بأنّ هناك خطرا أهم يجب أنّ نركز عليه، في ظل تنامي الهبّة الجماهيرية واتساع رقعتها في عمق الاحتلال، وفقدان مواطنيه الأمن".
في السياق نفسه، يقول الخبير الأمني، إسلام شهوان إنّ "الحديث الإسرائيلي عن ضربة استباقية لقطاع غزة بسبب الأنفاق، التي تمتلكها المقاومة، يأتي في سياق زيادة الضغط وحالة الإرباك على الجبهة الداخلية الفلسطينية، بالإضافة إلى ابتزاز الإدارة الأميركية للحصول على مزيد من الدعم المالي". ويشير شهوان إلى أن "الأجواء متصاعدة، وفقاً لحجم الإشكاليات، التي تعانيها كل الأطراف، سواء حركة حماس والمقاومة في غزة، أو الحكومة الإسرائيلية الحالية، في ظل اشتداد الخلافات الداخلية، حول طريقة التعامل مع الأنفاق".
ق. د

من نفس القسم دولي