الوطن

تشكيلة الحكومة والترتيبات المستقبلية تربك الحسابات

سعداني وأويحيى الحليفان المتخاصمان في المواجهة


لم تمض أيام على تعديل الدستور حتى بدأت معارك التنافس بين حزبي المولاة الأرندي والأفلان حول المواقع المستقبلية المحتملة. ففي الوقت الذي سربت معلومات إلى بعض وسائل الإعلام حول التعديل الحكومي المرتقب، وذكر فيها أن الحكومة سيتولاها السيد أحمد أويحيى، كما أدرجت أسماء أخرى من العيار الثقيل على غرار تولي الفريق ڤايد صالح منصبا سياسيا مدنيا، في إشارة إلى إمكانية استفادته من التقاعد على المستوى العسكري، إضافة إلى تولي سعداني منصب وزير دولة، وغيرها من التسريبات. ولم تمض فترة حتى جاءت الإجابة من أمين عام الأفلان الذي نسب له أنه قال أن أويحيى لا يصلح ولا تتوفر فيه شروط الدستور الجديد لمنصب الوزير الأول.
ليس سهلا على المراقبين للمشهد السياسي أن يستسيغوا مثل هكذا أخبار، خاصة العارفين بسلوك الرئيس الذي يحرص بعد تعديل الدستور على أن يعيد تشكيل أو بعث حكومة يمكنها تولي الملفات الأساسية، خاصة البعد الاقتصادي، وأن تتحمل تبعات أزمة أسعار البترول، إضافة إلى ما تربت عنها من تداعيات داخلية، ما يفرض تحركا فوريا في كل الملفات المرتبطة بهذا الشأن، وبالمقابل أيضا يحرص الرئيس على بعث ورشات في أسرع وقت، خاصة في القوانين العضوية التي مسها تعديل الدستور، والحديث هنا عن قانون الأحزاب والانتخابات وقانون التظاهر، ما يفترض أن يقلل من الضغوطات الدولية في تماشيها مع المعايير الدولية دون أي تحفظ كان.
أويحيى بدوره سارع إلى محاولة ضبط عقارب حزبه، وحرص خلال لقاء النواب قبل تعديل الدستور، أن يمرر رسالته إلى سلال، وقال: "إذا كنت أقول هذا الكلام مع 11 ويقصد بهم أعضاء الأمانة الوطنية، فإنني أقوله اليوم أمام نواب الحزب". ومرر رسالة الإبقاء على سلال، وهي نفس الرسالة التي وصلته من شخصيات أخرى تداول اسمها على نطاق ضيق لتولي منصب الوزير الأول، خاصة أنه
شعر بوجود أطراف تسعى إلى إحراق أوراقه قبل الوقت والتقليل من فرص توليه أي منصب. ومن هنا حرص أويحيى على محاولة استيعاب الصديق المنافس عبد السلام بوشوارب لدرجة تقديمه على الإطار المخلص صديق شهاب في لجنة تحضير المؤتمر لاعتبارات يعرفها أويحيى ويتفهمها شهاب، وهي أن بوشوارب لا يخفي طموحه القريب في تولي منصب الأمين العام، ويبدو أن الطريق لازالت غير مهيأة كليا له، ومع ذلك فهو يحاول أن يجس النبض ولا يتسرع في إبداء رأيه رغم أن بعض الإطارات المحسوبة عليه تسرعت وأعلنت ترشحها، على غرار بلقاسم ملاح، وهو يدرك أنه مجرد بالون اختبار لرصد الصدى وردود الفعل داخليا وخارج الحزب.
أويحيى يحاول أن يستفيد من أخطاء غريمه عمار سعداني وأن يبقي الحزب موحدا تحت قيادته، ويفاوض به الطامحين، أو ربما حتى يتكرم البعض بتقديمه كبديل مستقبلي أمام قلة المنافسين، بالمقابل عمار سعداني ومن خلال حساباته الخاطئة يقوي من حظوظ أويحيى.
أخطاء سعداني تمثلت أساسا في إيجاد خصومة معلنة مع الأرندي الذي يعد أحد أجهزة السلطة الحالية والقادمة، يواجهها أويحيى بخطاب تهدئة والتأكيد على الشراكة والتقارب مع الأفلان، سعداني أيضا أخطأ بالإسراع بمبادرته التي لم تلق أي تجاوب إلا من أحزاب ومنظمات صغيرة لا تتمتع بأي ثقل سياسي رغم الإمكانات التي سخرت للمبادرة التي أصبحت في حكم المتوقفة إلى إشعار آخر لا يبدو أنه قريب.
صراع المتحالفين رغم بعض المواقف الموحدة على غرار المصادقة على الدستور، أعطت الانطباع بالإرباك الموجود وسط أصحاب القرار في التعامل مع هذا المستجد، ما رجح عند البعض إمكانية تهدئتهم بمنصب وزير دولة لكل الحلفاء، بمن فيهم عمار غول وحتى بن يونس، إضافة إلى سعداني وأويحيى، وإبقاء سلال على رأس الحكومة والانطلاق في التحضير للاستحقاقات القادمة وتفريغ مسؤولي هذه الأحزاب لمهامهم الحزبية وفق أجندة الحكومة والرئيس، وربما حتى من يمكن أن يخلفه


خالد. ش.

من نفس القسم الوطن