الوطن

أطراف دولية تقف وراء عرقلة إقرار حكومة الوفاق الوطني الجديدة

قال إن التهديد بالتدخل الأجنبي في ليبيا هدفه إطالة عمر الأزمة، مجاهد لـ"الرائد":



  • الخلاف حول حقيبة الدفاع غير منطقي والوزير منصب سياسي لا عسكري!!


أبدى اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد استغرابا من استمرار الخلافات داخل مكونات المشهد السياسي في ليبيا، الذين يخوضون منذ أشهر عديدة جولات الحوار لإرساء حكومة الوفاق الوطني، التي بدأت بعض ملامحها تتضح في الأفق. واعتبر المتحدث أن الأنباء القادمة من هناك حول استمرار الخلافات حول من سيتولى حقيبة الدفاع، أنه صراع "غير منطقي"، لكون المنصب سياسيا لا عسكري، والوزير سيطبق أجندة الحكومة لإرساء السلم والأمن والاستقرار داخل ليبيا وليس حمل السلاح. وفي رده على سؤال حول إمكانية التدخل العسكري في ليبيا من قبل الدول الغربية الكبرى، التي تشير أغلب التقارير الدولية إلى بداية العدّ التنازلي للقيام بذلك، قال المتحدث إن الغرب يتواجدون فعليا داخل ليبيا من خلال أجهزة المخابرات، والحديث عن قرب موعد الحسم العسكري هناك هو تسويق إعلامي لمخططهم القديم ليس إلا.
اعتبر الجنرال المتقاعد، عبد العزيز مجاهد، في حديث جمعه بـ"الرائد "، أمس، أن التقارير الدولية الإعلامية والعسكرية التي تشير إلى اقتراب موعد الحسم العسكري في ليبيا، هدفها واضح وهو تلهية الرأي العام فقط، وتبرير سياستها القائمة منذ أشهر داخل التراب الليبي، خاصة وأن الجميع يعلم أن التدخل العسكري هو سائر في ليبيا ومنذ فترة طويلة، ولم يرتبط بأي شكل من الأشكال بالتقارير الأخيرة التي تتحدث عنها المراكز الدولية المتخصصة في الشؤون العسكرية للقوى الكبرى. وعن هذا الموضوع، أضاف المتحدث يقول: "ليبيا تشهد منذ أشهر انتشارا كبيرا للمخابرات الفرنسية والأمريكية وهي من تحرك الأمور السياسية والأمنية هناك". وفيما يخص قضية التقارير الدولية التي تصدر في الآونة الأخيرة بشكل مبالغ فيه حول اقتراب موعد الحسم العسكري هناك، قال أن هذه التقارير هدفها إطالة عمر الأزمة في ليبيا ليس إلا.
المتحدث، وفي تعقيب له على مسار الحوار السياسي الذي تراهن عليه الجزائر لوضع حدّ للأزمة الأمنية في ليبيا، والذي سيتجسد بعد إقرار حكومة الوفاق الوطني الجديدة التي يتم التفاوض عليها لحدّ كتابة هذه الأسطر بمدينة الصخيرات المغربية، قال إن الخلافات التي برزت في الفترة الماضية وعطلت تشكيل الحكومة غير منطقية، منتقدا التدخل الأجنبي الكثيف في مسار هذه المفاوضات، خاصة أن بعض القوى والدول التي تمتلك مصالح هناك بدأت تضغط على طرفيّ الصراع هناك بشكل أثر سلبا على مسعى إرساء الحلول السياسية، وبدل دعم هذا الخيار الذي راهنت عليه الجزائر منذ البداية، بدأت هذه القوى تفرض الحلول العسكرية وتماطل وتعرقل كل المساعي الرامية لإرساء حلول سلمية، وهو ما جعل الحوار يتأجل في كل مرّة وتشكيل الحكومة المتوقعة يتعثر.
وفي تعقيب له على آخر المفاوضات التي رست، أمس الأول، عند حقيبة وزارة الدفاع ولمن ستؤول تمهيدا لإقرار حكومة الوفاق الوطني الجديدة المنتظرة، قال المتحدث أن تمحور الخلاف حول حقيبة الدفاع أمر غير منطقي، خاصة أن تواجد وزير للدفاع، سواء بهيئته المدنية أو العسكرية، لن يكون له التأثير الكبير على الوضع الداخلي في ليبيا، على اعتبار أن تسيير الأزمة هناك سيكون بتركيبة الحكومة جميعا وليس عن طريق حقيبة وزارية واحدة، كما أن منصب وزير الدفاع هو منصب سياسي وليس عسكريا، وتوقف الحوار عند هذه القضية أمر غير مفهوم ويصب لصالح معرقلي الحوار وليس الداعمين له.
وفي سياق متصل، حذر المتحدث من استمرار هذه العرقلة التي يمكنها أن تجعل دول الجوار بؤرا للتوتر لأطراف تخدم مصالح القوى الغربية الكبرى وليس مصالح ليبيا أو الشعب الليبي. وعاد مجاهد ليؤكد على ضرورة التعجيل في إرساء حكومة وفاق وطني من شأنها أن تعيد الأمن والاستقرار داخل ليبيا ودول المنطقة، خاصة الجزائر التي أصبحت مهددة من الحدود بسبب تردي الأوضاع الأمنية هناك.
إلى ذلك، توقع مدير وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، الجنرال فنسنت ستيوارت، زيادة وتيرة هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي على دول المنطقة، وبالدرجة الأولى الجزائر، مؤكدا على قدرة هذا التنظيم الإرهابي على تأجيج صراع دولي على الحدود. وقال في هذا الشأن أن تنظيم داعش كان في السنة الماضية متحصنا في ساحات المعارك في كل من العراق وسوريا، غير أنه في هذه الفترة أصبح يبحث عن فرصة للتمدد على المستوى العالمي، ولن يتوقف عند حدود ليبيا فقط، بل يهدد أمن واستقرار كل من سيناء في مصر، أفغانستان، نيجيريا، السعودية، اليمن، القوقاز، بالإضافة إلى الجزائر


خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن