دولي
من ينقذ الأسير الصحفي القيق من براثن الموت؟
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 فيفري 2016
لا أدري ما هي الكلمات أو العبارات التي تفي بحق الزميل الصحفي محمد القيق وهو يقدم نموذجا كبيرا للصمود والصبر والتحدي في وجه السجان، وهو يخوض معركة الأمعاء الخاوية لأكثر من 75 يوما، وربما يدخل موسوعة "جينيس" في أطول إضراب يخوضه إعلامي فلسطيني في سجون الاحتلال.
إن الأسير الصحفي محمد القيق يصارع في هذه الأيام، من أجل الدفاع عن حقه المسلوب، والدفاع عن حقوق أكثر من خمسة آلاف فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال يعانون الويلات من سياسات الاحتلال العنصرية، وسياسات التعذيب القاسية ضد أسرنا البواسل، وربما يكون الأسير القيق في قائمة الشهداء في أية لحظة. ولقد سمعنا الكلمات القليلة التي خرجت من حنجرة الزميل الصحفي القيق وهو يعلن مواصلة الإضراب عن الطعام حتى ينال حريته وحقوقه، كما إن الكلمات المتقطعة التي أطلقها قائلا فيها "لن أتوقف عن الإضراب حتى أنال الحرية" هي عبارة قليلة ولكنها أقوى من الرصاص والمدافع عندما تنطلق من حنجرة ضعيفة وجسد نحيل، كما أن هذه الكلمات تمثل التحدي الأكبر في وجه جبروت الاحتلال، وظلمة السجان.
إن معركة الصمود والتحدي التي يخوضها الأسير الصحفي القيق هي معركة منتصرة بكل ما تحمله الكلمة من معاني الانتصار والعزة، وحققت صمودا أسطوريا لأكثر من 75 يوما أرهقت فيها سلطات الاحتلال، خاصة أن هذا الأمر يؤثر على الصورة الإعلامية الخارجية للدولة العبرية التي تسعى دوما إلى تسويقها بأحسن حال. إن الأسير البطل محمد القيق بحاجة إلى دعم ومساندة كل فلسطيني في الداخل والخارج، وكافة أحرار العالم وأصحاب المبادئ الوطنية، لأن الأسير القيق لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل كافة أسرى فلسطين المعذبين والمقهورين في ظلمات السجون الصهيونية.
ويدعو كاتب السطور كافة الهيئات الحقوقية والمؤسسات الدولية، والمنظمات العربية للتحرك العاجل لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أسرانا البواسل والأسير القيق، ولابد من العمل العاجل على وضع حد لسياسة الاعتقال الإداري، هذه السياسة البائدة التي يبقى فيها الأسير دون حقوق أو محاكمة أو معرفة مصير. إن الأسير الصحفي القيق يقارع بأمعائه الخاوية، وبجسده النحيل، جبروت الاحتلال الصهيوني ويتحدى كافة مؤسساته الظلامية، وهو يرفض التنازل أو المساومة عن حقوقه وعن القضية المقدسة التي يدافع عنها. صمود الأسير القيق الأسطوري يلقي بالمسؤولية الكبيرة علينا نحن كصحفيين، كما يلقي بالمسؤولية على الحقوقيين وعلى كافة السياسيين وصناع القرار، والتنظيمات الفلسطينية بضرورة الوقوف بجانبه ودعمه ومساندته، بل يلقي بالمسؤولية الأكبر على الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين، وألا يكتفوا بالمسيرة أو الاعتصامات بل التحرك على الصعيد العالمي والأممي، وتجنيد كافة الوسائل الدولية من أجل الضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسير القيق. إنَّ حالة الأسير القيق تزداد سوءا بعد سوء، وقد نسمع في أي وقت من الأوقات أنه أصبح في عداد الشهداء، لذا يتوجب التحرك العاجل على كافة الصعد والمسارات، من أجل إنقاذ الزميل الصحفي محمد القيق من براثن الموت.
وأنا هنا أوجه رسالة ومناشدة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بضرورة التحرك الفوري من أجل إنقاذ الأسير القيق، ولابد أن يكون لهم موقف عملي تجاه الاعتقال الإداري وسياسات الاحتلال العنصرية بحق أسرانا البواسل في سجون الاحتلال. وإنني في هذا المقام أعرب عن فخري الكبير واعتزازي بالصمود الأسطوري للزميل الأسير الصحفي القيق، وهو يخوض معركة الحرية والكرامة، وهو يسطر بجسده النحيل أسمى آيات الانتصار على ظلمة السجن وجبروت السجان، ونسأل الله له ولكافة أسرانا البواسل الفرج القريب والعاجل، وأن يرحل المحتل عن أرضنا المقدسة.
غسان مصطفى الشامي