دولي
خلافات أردنية "صهيونية" حول اتفاق "نصب كاميرات مراقبة" بالأقصى
الخلاف الأساسي يتمحور حول الجهة التي ستسيطر على منظومة الكاميرات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 فيفري 2016
ادعت سلطات الاحتلال في أكتوبر الماضي أنها توصلت إلى تفاهمات مع الأردن حول نصب كاميرات مراقبة في باحات المسجد الأقصى، وأن من شأن ذلك أن يهدئ التوتر في أعقاب الاقتحامات المتكررة للمستوطنين، لكن هذه التفاهمات لم تطبق حتى الآن بسبب خلافات بين الأردن و"إسرائيل ". وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس أن اتصالات جارية بين "إسرائيل" والأردن حول هذا الموضوع، ولا تشارك السلطة الفلسطينية فيها، لكن مطلعة عليها من خلال الجانب الأردني وتمارس تأثيرها من خلال ذلك. ووفقا للصحيفة، فإن "إسرائيل" تلوح بأنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق حول نصب كاميرات المراقبة في الحرم القدسي حتى موعد حلول عيد الفصح اليهودي، في نهاية أفريل المقبل، فإن التوتر الأمني في الحرم قد يتجدد. ويشار إلى أن اقتحامات المستوطنين للحرم لم تتوقف حتى اليوم. وقال موظف حكومي صهيوني رفيع المستوى إن خلافات كثيرة نشأت بين "إسرائيل" والأردن، وأن المحادثات بينهما حول هذا الموضوع تتباطأ، وأنه "في مرحلة مبكرة جدا أدركوا أن هذه قصة معقدة أكثر مما اعتقدوا لدى طرح الفكرة" لنصب الكاميرات. ويتمحور الخلاف الأساسي حول الجهة التي ستسيطر على منظومة الكاميرات، وهل سيتم بث صورها إلى غرفة مراقبة "إسرائيلية" أو أردنية، أم إلى موقع إنترنت يكون بإمكان أي شخص مشاهدة بث حي لهذه الكاميرات. ونقطة أخرى مختلف حولها تتعلق هي الأخرى بالسيطرة على الكاميرات، ويبدو أن "إسرائيل" تطالب بذلك وأن تتمكن من قطع البث الحي أو فرض رقابة على أجزاء منه. ويطالب الأردن والفلسطينيون بألا تكون هناك إمكانية لدى "إسرائيل" بالتدخل في البث أو قطعه.
وتتمحور نقطة الخلاف الثالثة حول مكان نصب الكاميرات. "إسرائيل" تطالب بنصبها في كل مكان داخل الحرم، بما في ذلك داخل المسجدين الأقصى وقبة الصخرة، بادعاء أنه يمكن جمع حجارة وأسلحة فيهما، بينما يعارض الأردن والفلسطينيون ذلك بشدة.
وبحسب الصحيفة، فإن موظفين صهاينة ودبلوماسيين غربيين عبروا عن مخاوف من عدم التوصل إلى اتفاق حتى موعد حلول الفصح اليهودي، بادعاء أنه موعد حساس لأنه تتزايد فيه أعداد المستوطنين الذين يسعون إلى اقتحام الأقصى. وقبل اندلاع انتفاضة القدس مطلع أكتوبر الماضي، كان المسجد الأقصى يتعرض لاقتحامات مكثفة من قبل المستوطنين، في محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني، وحضر كيري وزير الخارجية الأمريكية بمقترح نصب كاميرات مراقبة في باحات المسجد، الذي عد مطلبا صهيونيا. وكما اتضح لاحقا، بأن الاحتلال الصهيوني هو من سيتحكم بالكاميرات، بهدف التضييق على المرابطين والمتصديين للاقتحامات، إلا أن ذلك رفض وقوبل باستمرار الانتفاضة.
ق. د