الوطن

"لقمة" الجزائريين تضيع بين الظروف الطبيعية وتقصير الحكومة

توقعات بمردود فلاحي ضئيل بسبب الجفاف وخسائر الفلاحيين تتواصل

 

يبدو أن الأزمة التي تعرفها الجزائر بسبب أسعار النفط ستتكرر ذاتها في القطاع الفلاحي ففي الوقت التي تميزت فيها الظروف الطبيعية بالجفاف هذا الموسم الأمر الذي ينذر بمردود فلاحي كارثي الموسم القادم لا يزال فلاحو ولايات الجنوب يستغيثون بسبب وفرة في المنتوج هذا الموسم الذي تحول من نعمة إلى نقمة أمام عدم تحرك وزارة الفلاحة لتخزين الفائض الذي اضطر الفلاحون لرميه في المزابل ما يعني أن ازمة جوع ستضرب بطون الجزائريين بسبب خسائر الجفاف التي يضاف لها الخسائر التي يتكبدها الفلاحون بسبب ضعف المرافقة من الوزارة الوصية وعدم وجود استراتيجية واضحة للتخزين.

•    توقعات بمردود فلاحي ضئيل بسبب الجفاف وقوت الجزائريين يرمي في المزابل !
أزمة حقيقية يعيشها القطاع الفلاحي هذه الأيام لعدة أسباب وعوامل منها الجفاف الذي أصبح أمرا واقعا بعد شح الأمطار منذ شهر أكتوبر الماضي حيث تعد الكميات القليلة التي تساقطت نهاية ديسمبر وبداية جانفي غير كافية لإنقاذ الموسم الحالي ويؤكد المختصون أن استمرار الوضع على حاله من شأنه أن يهدد الموسم الفلاحي بالنظر للأهمية الواسعة لكميات الأمطار المتساقطة خلال هذه الفترة ودورها في تسريع نمو البذور التي غرست خلال عملية الحرث والبدر منتصف أكتوبر ما يزيد من المخاوف بشأن موسم فلاح كارثي خاصة بالنسبة للحبوب التي تعد الأكثر تضررا من قلة الأمطار، فاذا أستمر الوضع على حاله يعني دخول مرحلة الخطر فيما يتعلق بإنتاج الحبوب على وجه الخصوص وهو ما يستدعي ضرورة اللجوء إلى السقي المحوري، خاصة بمنطقة الهضاب العليا بصفة استعجالية
وزارة الفلاحة من جهتها أكتفت على اثر هذه الوضعية بتوجيه تعليمات إلى التعاونيات الفلاحية لتزويد الفلاحين بآلات السقي التكميلي على أن يدفع هؤلاء تكاليف الاستفادة من الآلات بعد جني محصولهم في آخر الموسم الفلاحي، كما أكد أن الوزارة في اتصال دائم مع الديوان الوطني للأرصاد الجوية وفق اتفاقية بين الطرفين للتعرف على أحوال الطقس يوميا وتقديم التوقعات لخمسة أيام مقبلة على الأقل، ليتم بعدها إعلام المديريات الفلاحية بآخر التطورات.
من جانب اخر وفي الوقت الذي يتخوف فيه الفلاحون من أزمة الجفاف التي تضرب الجزائر وتهدد الموسم الفلاحي وبدل أن تسارع وزارة الفلاحة لاتخاذ إجراءات تضمن قوت الجزائريين الموسم المقبل بما أن المردود الفلاحي سيكون ضئيل بسبب الأوضاع الجوية حدث العكس فلقد اضطر بعض الفلاحيين بولايات الجنوب لرمي أطنان من المحاصيل الزراعية خاصة مادتي الطماطم والبطاطا بسبب وفرة في الإنتاج والعجز الكبير في غرف التبريد، وتكبد هؤلاء الفلاحون  خسارة بالملايين ستؤثـر على وفرة هذه المواد العام المقبل، باعتبار أن هؤلاء سيتوقفون عن زرعها الأمر الذي سيسبب خللا كبيرا بين وفرة الإنتاج وتوزيعه، وبذلك ستتحمل وزارة الفلاحة المقصرة في هذا الصدد أزمة الجوع التي ستصرب الجزائر بسبب الجفاف وتوقعات بقلة المردود الفلاحي الموسم المقبل وكذا بسبب الخسائر التي تكبدها الفلاحون الأمر الذي دفعهم لرمي محاصيلهم ما يعني انهم لن يزرعوا ذات المحاصيل الموسم القادم وهو ما يعد سباب مباشرة في نقص التموين بهذه المحاصيل أي "الطماطم، والبطاطا".

•    الجزائريون سيقتنون البطاطا والطماطم الموسم المقبل بـ 200 دج للكيلوغرام!
وكان على وزارة الفلاحة التدخل إما لضمان تسويق الفائض من منتوج البطاطا والطماطم الذي يباع عند الفلاح ب5 و8 دينار أو تخزين هذا الفائض الذي تحتاجه الموسم المقبل بسبب قلة المردود المتعلق بالظروف الطبيعية لكن الوزارة التي لا تملك رؤية طويلة المدي ساهمت في هذا الوضع الصعب الذي يقترب من الازمة التي بدأت تظهر بوادرها وسيعيشها الجزائريون الموسم المقبل عندما يقتنون البطاطا ب 150 دج والطماطم ب200 دج هذا أن وجدوها أصلا في السوق
وهذا بحسب تصريحات الفلاحيين أنفسهم الذين أكدوا أن الموسم القادم سيكون ضئيلا للغاية، بعدما قرر العشرات منهم التخلي عن زراعة الطماطم والتوجه إلى زراعات أخرى، كون ما حصلوا عليه لم يعوض لهم ما صرفوه على اقتناء البذور والأسمدة والكهرباء وتهيئة الأرض وهم الذين مكنوا الأسواق الوطنية، في السنوات الأخيرة، من معالجة اختلالاتها حيال ندرة هذا المنتوج، في وقت عجزت ولايات شمالية عن توفيره بشكل يضمن استقرار الأسواق


س. زموش

من نفس القسم الوطن