الوطن

تحول في الوصاية وتوجه لحماية الأمن القومي !!

بعد خطوة استحداث جهاز CCSS وحل DRS


تلقى الرأي العام الوطني والنخب والأحزاب السياسية بما فيها المعارضة، بارتياح، التغييرات التي أحدثها رئيس الجمهورية على جهاز الاستخبارات، من خلال حل الدياراس التي شهدت، في الفترة الأخيرة، انتقادات من طرف ناشطين سياسيين، كما كانت محل انتقاد ليس للجهاز ولا لنجاحاته بقدر انتقادات لتدخلها في كل تفاصيل الحياة المدنية والعسكرية وبعض الممارسات التي واكبته، نتيجة تأثرها بنمط استخباراتي محدد حتى أصبحنا ستالينيين أكثر من ستالين ذاته.
وقد عمل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على إجراء إصلاحات مهمة على رأس الجهاز، لإدراكه أولا لأهمية دوره الحيوي في كل المجتمعات المتحضرة، وفي نفس الوقت حرص على أن يخلصه من كل السلبيات التي واكبته منذ فترة، ولم يكن سهلا أن ينتقل القرار من تڤارة إلى المرادية، وهي معركة خاضها الرئيس منذ مجيئه، واستطاع إزاحة كل من وقف ضد مسار إعادة الكلمة للشعب ومن ينتخبه، وكانت لاستقالة ثم إقالة الجنرالات المتنفذين في فترة التسعينات، على غرار لعماري وفضيل شريف وتواتي، وغيرهم، إلى أن وصل إلى إقالة الفريق توفيق من على رأس جهاز دياراس، كلها محطات كبرى في التحول في القرار السياسي في البلاد والرؤية التي تسير بها الدولة.
لقد كان للقرار الأخير من طرف الرئيس، حين حل الجهاز واستحدث جهازا آخر تحت مسمى “CCSS” الذي يجمع ثلاث مديريات عامة يقودها اللواء المنسق عثمان طرطاڤ وإلحاقه مباشرة برئيس الجمهورية، وتلقيه الأوامر من طرف المنسق العام، كل هذا يجعل من الجهاز يتكفل بالنظام الاستعلاماتي كما هو الحال لمختلف الأجهزة العالمية، في حين يتولى الجيش مهامه الدستورية كحماية الحدود ومحاربة الإرهاب.
وعكس ما كان متوقعا، أثنى الجنرال خالد نزار على الإصلاحات واعتبرها حكيمة ومفيدة، وأنها قرار ذو أهمية قصوى لمصلحة الأمن الوطني. ومثل هذا الموقف يزيد من أهمية القرار ويجرده من أي خلفية، بالنظر لتجاذبات المشهد السياسي، وخاصة أن الجنرال خالد نزار له آراء مختلفة في قضايا أخرى ويعبر عن وجهة نظر فيها بعض الاحترافية في قضايا الجيش والأمن القومي.
ويرى كثير من المتتبعين للشأن الأمني في الجزائر أن تعيين الجنرال بشير طرطاڤ كمنسق عام لدائرة المصالح الأمنية، سيساهم في تقوية وترقية وتطوير مردودية المديريات الثلاث، بالنظر لتكوينه وتدرجه في مناصب داخل الجهاز، إضافة إلى تكوينه الجمهوري وثقافته الوطنية، وابتعاده عن الجهوية، وخاصة أنه بدأ مشواره بإسناد مهام حساسة لكفاءات شابة، تماشيا مع السياسة الجديدة الرامية إلى تمكين الكفاءات والإطارات الشابة التي يزخر بها الجهاز.
خالد. ش

من نفس القسم الوطن