الوطن

موارد صندوق ضبط الإيرادات استغلت سياسيا!

طالب بإعادة النظر في هيكلته وتسييره ووضعه تحت رقابة البرلمان، رشيد بوجمعة:



قال أمس الخبير الاقتصادي رشيد بوجمعة إن صندوق ضبط الإيرادات هو صندوق ينتمي إلى الحسابات الخاصة للخزينة، وأهم ما يميز هذه الحسابات أنها مستقلة عن الموازنة العامة أي أنها لا تخضع لقواعد ومبادئ إعداد وتنفيذ الموازنة العامة، كما أنها لا تخضع لرقابة السلطة التشريعية، وهو ما أخطأت فيه الحكومة عندما أنشأت هذا الصندوق وجعلت عمله مقتصرا فقط على تمويل عجز الميزانية العامة، ما أدى لتعطيل سيولة مالية معتبرة في هذا الصندوق خلال السنوات الماضية، مضيفا أنه لو استعملت الحكومة موارد صندوق ضبط الإيرادات في استثمارات في الأسواق العالمية لحققت عوائد مالية معتبرة وجنبت الجزائر الأزمة التي تعيشها.
وأضاف رشيد بوجمعة أن صندوق ضبط الإيرادات تعرض منذ بداية مسلسل انهيار أسعار النفط لصدمات كبيرة ستعجل من زواله، وعليه قال بوجمعة إنه أصبح أكثر من ضرورة أن تراجع الحكومة طريقة تسيير هذا الصندوق من أجل الحفاظ عليه كأداة مستدامة لتقوية الاقتصاد الوطني وليس مجرد أداة مؤقتة لتمويل الموازنة العامة فقط بثروة تصرف في بذخ الوزارات وتبذر بين مسؤولي القطاعات والوزرات الكبرى. وأضاف بوجمعة أن الحفاظ على صندوق ضبط الإيرادات من الزوال يحتاج لتغيير نظرة الحكومة لهذا الصندوق من أداة مؤقتة تعمل على ضبط الموازنة العامة إلى أداة مستدامة تساهم في التوزيع العادل للثروة على الأجيال، مقترحا في هذا الصدد فصل الصندوق عن الخزينة العمومية وتحويله من مجرد حساب في الخزينة إلى هيئة مستقلة تخضع لرقابة البرلمان، مضيفا من غير المعقول أن تستعين الحكومة بملايير الدولارات من هذا الصندوق دون تقديم تقارير دورية تعرضها على البرلمان والرأي لعام، حيث أكد أن عدم نشر تقارير دورية عن الصندوق يقلل من شفافية التسيير ويحرم الرأي العام من الاطلاع على تطور أو تدهور وضعية هذا الأخير، مضيفا في السياق ذاته أن إشراف وزارة المالية على تسيير هذا الصندوق يعني هيمنة الحكومة عليه وتدني كفاءة ودوافع استغلاله من دافع اقتصادي في التسيير لدافع سياسي. وأضاف بوجمعة أن الحكومة أخطأت عندما أنشأت هذا الصندوق وجعلت عمله مقتصرا فقط على تمويل عجز الميزانية العامة ما أدى لتعطيل سيولة مالية معتبرة في هذا الصندوق خلال السنوات الماضية، مضيفا أنه لو استعملت الحكومة موارد صندوق ضبط الإيرادات في استثمارات في الأسواق العالمية لحققت عوائد مالية معتبرة وجنبت الجزائر الأزمة التي تعيشها.
س. ز

من نفس القسم الوطن