الوطن

نعمة "وفرة الإنتاج" تكبد مربي الدواجن خسائر بالجملة وتتحول إلى "نقمة"

طالبوا وزارة الفلاحة بالتدخل لامتصاص الفائض وتجميده أو توجيهه للتصدير



يعيش مربو الدواجن هذه الأيام حالة مزرية بسبب فائض في الإنتاج جعلهم يخفضون سعر بيع اللحوم البيضاء لـ 130 دج للكيلو غرام، مطالبين وزارة الفلاحة بالتدخل من أجل امتصاص هذا الفائض وتجميده أو توجيهه للتصدير.
وحسب ما أكده عدد من مربي الدواجن لـ"الرائد" فإن الإنتاج هذه السنة جاء وفيرا بسبب الظروف الطبيعية التي تميزت بالجفاف وارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء وهو مناخ ملائم لتكاثر الدواجن، ما خلق فائضا كبيرا في الإنتاج وأدى إلى انخفاض الأسعار، بحيث أصبح المربي يبيع الدجاج بسعر أقل من تكلفة تربية الدجاجة الواحدة. ويطالب مربو الدجاج في هذا السياق بضرورة اتخاذ إجراءات من أجل امتصاص الفائض في إنتاج اللحوم البيضاء تفاديا لمزيد من الخسائر للمربين جراء انخفاض الأسعار في السوق و"الإبقاء على استمرارية تربية الدواجن"، مؤكدين أنه يتعين على السلطات العمومية "بذل المزيد من الجهود لحث المذابح الخاصة على ضم المربين من حولهم وكذا منتجي الأغذية والكتاكيت لإنشاء مجمعات ذات اهتمام مشترك حتى يتسنى لهم الاستفادة من مرافقة تقنية ومالية".
هذا وقد انتقل سعر الدجاج الحي على مستوى المربي في ظرف أشهر من 250 دج كغ إلى 140 وحتى 130 دج للكيلوغرام في حين يقدر سعر المنتوج للمستهلك النهائي بحوالي 250 دج، وبالنظر إلى تكاليفه ينبغي على السعر أن يتراوح ما بين 180 و200 دج/كغ بالنسبة للدجاج، ما جعل خسائر المربين تبلغ بالملايير، والأخطر من ذلك أن هذه الخسارة المتواصلة قد تدفع ليأس المربين وتراجعهم عن تسمين الكتاكيت، مما قد يدفع بشعبة الدواجن إلى الانقراض، ويحمّل مربو الدواج المسؤولية لوزارة الفلاحة للفوضى التي تعرفها شعبة تربية الدجاج، متسائلين ما الفائدة أن نأكل الدجاج رخيصا هذا العام وتنقرض شعبة الدجاج العام المقبل، فالأسعار المنخفضة هذه السنة وإن تواصلت ستدفع العديد من المربين للتخلي عن هذا النشاط، الأمر الذي سيخلق تفاوتا بين العرض والطلب ويسبب عجزا في الإنتاج ما معناه ارتفاعا جنونيا في أسعار اللحوم البيضاء التي تسهلك أكثر من تلك الحمراء، وعليه فإن توجه الحكومة ووزارة الفلاحة نحو تنظيم هذه الشعبة أصبح أكثر من ضرورة، خاصة وأن أكثر من نصف مربي الدواجن هم مربون غير شرعيين ولا يملكون سجلات تجارية ولا يخضعون لأي إحصاء، ما يعني أن تحديد الإنتاج الوطني من اللحوم البيضاء شبه مستحيل مقارنة بتحديد الاستهلاك، ليبقى الفرق بين هذا وهذا مصيره المزابل عوض توجيهه للتصدير أو التجميد في حالة وجود الفائض. يذكر أن مربي الدواجن طالبوا في العديد من المرات بالجلوس إلى طاولة الحوار مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية من أجل إحداث توازن بين الإنتاج والاستهلاك، مؤكدين أنهم لا يريدون إنتاجا قليلا لأنهم تضرروا من قلة الإنتاج، مطالبين الدولة بتحديد سعر مرجعي لتسويق الدجاج وعدم ترك المربي يخسر على الأقل في المدى المتوسط.
س. زموش

من نفس القسم الوطن