الوطن

عبد الحميد بوداود: "أوقفوا التبذير في مواد البناء"

دعا وزارتي السكن والتجارة إلى التحرك للتحقيق في الأسعار التي وصلت إليها مواد البناء



اعتبر أمس رئيس المجمع الجزائري لخبراء البناء والمهندسين المعماريين عبد الحميد بوداود أن غياب المراقبة في قطاع البناء يعد نقطة سوداء أدت للإخلال بالمنتوج الوطني وخلق الأزمات بسبب سوء التسيير والتخطيط وكذا التبذير، مؤكدا أن ارتفاع أسعار الإسمنت وباقي مواد البناء سيؤثر سلبا على وتيرة إنجاز المشاريع السكنية في الجزائر.
وقال بوداود في اتصال هاتفي مع "الرائد" إن الحكومة أخطأت عندما قررت توقيف استيراد مواد البناء، مضيفا "حقيقة هناك مواد بناء تستطيع منافسة ما هو مستورد لكن الإشكال دائما يبقى في قدرة الإنتاج الوطني على تغطية احتياجات السوق المحلية وكذا قدرة السلطات العمومية على الحفاظ على الأسعار كما هي ومحاربة المضاربين الذين يستغلون مثل هذه الفرص لاختلاق الندرة". وأوضح بوداود أنه كان من الواجب على الحكومة وضع استراتيجية دقيقة تدرس كمية الإسمنت الواجب توفرها لتغطية السوق الجزائرية من أجل تجنب ما تعرفه سوق مواد البناء هذه الأيام، مؤكدا أن وصول أسعار الإسمنت لـ1000 دينار جزائري أمر غير معقول وسيؤثر سلبا على وتيرة إنجاز المشاريع السكنية في الجزائر، بالإضافة إلى تأخر إنجاز مشاريع الأشغال العمومية الكبرى، حيث جزم بوداود باستحالة إنجاز سكنات برنامج "عدل2" و"أل بي بي" على سبيل المثال في آجالها القانونية المحددة بسبب استمرار عجز الإنتاج الوطني من الحديد والإسمنت عن تلبية الاحتياجات وارتفاع تكاليف الإنجاز.
وفي السياق ذاته استغرب بوداود من التزام وزارة السكن ووزارة التجارة حالة من الصمت تجاه هذه الأسعار غير المعقولة، مضيفا أن السبب الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل رهيب خلال الأيام الماضية، ليصل سقف الـ1000 دج رغم أن المصانع التي تنشط بالجزائر تنتج نحو 19 مليون طن راجع إلى غياب المراقبة التي تعتبر من أهم عوامل الإخلال بالمنتوج وخلق الأزمات عن طريق ما يعرف بسوء التسيير والتخطيط وكذا التبذير، الذي يلعب هو الآخر دورا كبيرا في اختلال العرض والطلب في سوق مواد البناء، حيث أوضح بوداود أنه في العاصمة مثلا تبادر السلطات والخواص إلى ترميم بنايات وهدم أخرى لإعادة بنائها من جديد، بسبب أخطاء تقديرية تقنية وقع فيها مهندسون أو تقنيو معاينة التربة أو بسبب الغش، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى خسائر متنوعة وفادحة في مواد البناء على غرار الإسمنت.
د. ع

من نفس القسم الوطن