الوطن

صراع الأفلان والأرندي يؤجل الفصل في هياكل المجلس

رغم أن الأرقام الرسمية تشير إلى تفوق التجمع الوطني الديمقراطي


كما كان متوقعا، انعكست تصريحات أمين عام الأفلان، عمار سعداني، المتتالية حول منافسه في الأرندي وقيادته ممثلة في الأمين العام بالنيابة، أحمد أويحيى، حول التنسيق القائم بين الحزبين حتى في مؤسسات الدولة، ويتخوف بعض المراقبين أن يمتد هذا الخلل حتى في التعاطي مع برنامج الحكومة أو ما يمكن أن يحدث من استحقاقات قادمة تعرض على البرلمان بغرفتيه.
وقد اتضح هذا الصراع في تأخر تشكيل هياكل مجلس الأمة التي حاولت، أمس، ضبط أمورها لتسريع عملية تجديد الهياكل والفصل فيها، غير أنها لم تخرج بنتيجة إيجابية لحدّ كتابة هذه الأسطر، وكان واضحا من خلال تصريحات سعداني، بعد نتائج انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة التي أصر فيها على أنه الحزب الأول بغية تحقيق أكبر مكاسب في هياكل المجلس، إلا أن هذا لم يتحقق داخل مجلس الأمة، خاصة بعد تجديد رئيس الجمهورية ثقته في عبد القادر بن صالح كرئيس للغرفة العليا للبرلمان، والتي اعتبرت ضربة للأفلان، وفي نفس الوقت انتصارا للأرندي.
معركة تجديد الهياكل داخل مجلس الأمة هي إحدى ساحات الصراع القائمة بين الحزبين منذ فترة، لرغبة كل منهما في إبقاء حزبه قاطرة التحولات القادمة في الجزائر، ويعتبر كلاهما هيمنة أي طرف على البرلمان بغرفتيه، من خلال الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من المناصب، أهم وسيلة للتموقع وتقديم خدمات أكبر للرئاسة، ومن ثمة الرغبة في إيجاد مواقع أخرى داخل الحكومة وغيرها من المؤسسات.
كما أن السيطرة على الهياكل داخل مجلس الأمة تعتبر رسالة للمناضلين داخليا وتزيد من شرعية "القيادة الحالية"، خاصة في الأفلان الذي يعتبر سعداني فيه مجلس الأمة المكسب الجديد الذي أضافه للحزب بعد المكاسب التنظيمية، بداية من المؤتمر وإقصاء خصومه من الساحة واستجابة أعضاء الحكومة للانخراط في الحزب بكوطة تقارب الـ 13 وزيرا. كل هذه المكاسب لا تكفي سعداني إن لم يحقق السيطرة على مجلس الأمة، ولو عن طريق الهياكل التي تشير الأرقام الرسمية الصادرة عن المجلس الدستوري أن الغلبة فيها تكون للتجمع الوطني الديمقراطي، الذي يحوز على 43 مقعدا، غير أن مرحلة الاستقطابات التي دخل فيها الأفلان وحاول ضمّ نواب آخرين إليه، رجحت الكفة لصالحه، وهو الأمر الذي أثر بشكل مباشر على عملية توزيع المناصب داخل هياكل الغرفة العليا التي تبقى الصراعات القائمة بين حزبي الأفلان والأرندي سببا في تأخر إقرارها بصورة ترضي جميع الأطراف.
خولة. ب

من نفس القسم الوطن