الوطن
"القرض الاستهلاكي فشل حتى قبل بدء العمل به"
الخبير الاقتصادي بوجمعة رشيد لـ"الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 جانفي 2016
أكد أمس الخبير الاقتصادي رشيد بوجمعة أن الفوائد الذي تريد البنوك فرضها على القروض الاستهلاكية مبالغ فيها كثيرا مؤكد أن هذه الفوائد والنظرة السلبية التي يواجه بها الجزائريون هذه الفوائد ستهدد من نجاح الصيغة ككل.
وقال بوجمعة أنه كان على الحكومة ولإنجاح القرض الاستهلاكي وتفادي العراقيل التي صاحبته خلال السنوات الماضية قبل تجميده، وضع فوائد ميسرة خاصة وأن الجزائر تمرّ بأزمة اقتصادية في الوقت الراهن، الأمر الذي انعكس سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين مضيفا أن القروض الاستهلاكية كانت في السنوات الماضية بمثابة المحطم للقدرات الانتاجية للمؤسسات الوطنية، ذلك أن تلك القروض الاستهلاكية كان ينتفع بها المنتوج الأجنبي بالدرجة الأولى، وتم استنزاف المليارات من عملتنا الصعبة نتيجة التمادي والتوسع في هذه القروض مضيفا ان العودة لهذه القروض سيخدم أيضا استهلاك السيارات والمنتجات الأجنبية المركبة في الجزائر دون أن يستفيد اقتصادنا من توطين استثمارات الدول والمؤسسات صاحبة تلك المنتجات، وأشار بوجمعة في السياق ذاته إلى أن ما صدر من تعليمات ومراسيم تنفيذية متعلقة بالقرض الاستهلاكي تشوبها الكثير من الغموض، خاصة ما تعلق بالفائدة الأمر الذي يفهم منه أن هذه القروض جاءت فقط من أجل بيع سيارات مصنع رينو الجزائر، الذي ينتج في حدود 25 ألف سيارة وهو لا يبيع إلا 5 آلاف سيارة سنوياً، بالإضافة إلى تشجيع الاستهلاك العشوائي والمفرط ويعزز بوجمعة نظريته هذه بالقول
أنه لو كان القرار يرمي لحماية القدرة الشرائية للجزائريين وضمان رفاهيته لأدرجت ضمنه الخدمات، وليس جعله مقتصر على بيع السلع فقط مضيفا ان هناك العديد من المواطنين من يحتاجون لإجراء عمليات جراحية مكلفة داخل الوطن وليست لهم الإمكانات المالية الكافية، فحري بهؤلاء أن يستفيدوا من هذه القروض، من جانب اخر وحول نسب الفوائد التي تفرضها البنوك تساءل بوجمعة لماذا لا تكون هذه القروض الاستهلاكية قروضا حسنة لدعم استهلاك المنتوج المحلي الذي تفوق نسبة اندماجه الخمسين بالمائة، من أجل رفع قدراتنا الانتاجية وتطوير مؤسساتنا مضيفا
لماذا لا نعمّم صيغة المرابحة في دعم استهلاك المنتوجات الوطنية وتكون المرابحة أداة لتحقيق أرباح وأرقام أعمال للشركات الوطنية عوض أن نعطيها للشراكات الأجنبية التي لا تبحث سوى عن مصالحها ومصالح بلدانها في الجزائر.
س. ز
