الوطن

قوات أمريكية وروسية وبريطانية في ليبيا

أمام تعثر ورفض بعض النواب المصادقة على الحكومة

 

  • بن جانة: احتمال إنشاء قواعد عسكرية على حدود الجزائر "وارد جدا"


بعد أن كان محل رفض من أغلب القوى الليبية، عاد موضوع التدخل العسكري في ليبيا للتداول بعد أن نشرت تقارير إعلامية تؤكد وجود قوات عسكرية داخل ليبيا، رغم محاولات النفي من مصادر عسكرية ليبية. تأتي هذه الخطوة أمام التعثر الحاصل في توفير الشروط القانونية لتزكية البرلمان للحكومة أمام أحاديث عن اعتراض أكثر من ثلث أعضاء البرلمان على حكومة السراج، رغم المجهودات المبذولة من دول الجوار من جهة والمجموعة الدولية والمبعوث الأممي من جهة أخرى.
ويختلف الليبيون حول مهمة التواجد العسكري الغربي في ليبيا، خاصة أمام تأويل أن مهمة هذه القوات ليست فقط مكافحة الإرهاب بل حماية الحكومة المشكلة وتمكينها على أرض الواقع، وهو ما لا يقبله الشعب الليبي. وقد نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر أمس، نقلا عن مصادر أمنية، أن عشرات العسكريين من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وصلوا إلى ليبيا، ووفق المصادر فقد وصلت طلائع من قوات أمريكية وبريطانية وروسية وهبط القسم الأكبر منها في قاعدة "جمال عبد الناصر" الجوية القريبة من طبرق. وحسب المصدر، فإن هذه القوات ستقوم "بمهمة استطلاعية وتقديم الاستشارة للجيش الوطني الليبي".
ووفقا لجريدة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد ناقش عسكريون من بريطانيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا في روما، عدة خيارات لمساعدة حكومة الوفاق في صد توسع التنظيم، بينها تأمين الحكومة الجديدة، وتفعيل برامج وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) لتدريب قوات ليبية لمكافحة الإرهاب وبناء جيش وطني قوي تمهيدا لهجوم ليبي، بمساعدة دولية ضد داعش.

قوات أمريكية وروسية وبريطانية في ليبيا !!
تتجه ليبيا نحو تدخل عسكري أجنبي وشيك، بعد وصول عشرات العسكريين الأمريكيين والبريطانيين والروس إلى ليبيا، دعما للحكومة الجديدة، فضلا عن وصول قريب للقوات الفرنسية، لاحقا، في الوقت الذي حذر خبراء أمنيون من هذا التدخل في الجارة الشرقية والذي سيُؤزم الأوضاع أكثر داخلها وعلى الجوار، ويزيد من متاعب الجزائر، خاصة وأن ـ حسبهم ـ كل السيناريوهات مفتوحة، في ظل زيادة تجارة الأسلحة، وإمكانية انتقال الإرهابيين صوبها بعد التضييق عليهم، بالرغم من الاحترازات والتدابير الناجعة المتخذة من طرف السلطات الأمنية. وأفادت مصادر أمنية ليبية لصحيفة "الشرق الأوسط"، أمس، بأن قوات قوامها عشرات الجنود والضباط، هبطت في قاعدة جمال عبد الناصر العسكرية الواقعة إلى الجنوب من بلدة طبرق التي يعقد فيها البرلمان جلساته، فيما هبطت مجموعة أمريكية صغيرة في غرب طرابلس. وبينما قال شهود عيان في القاعدة الجوية إن عدد من وصلوا طيلة الأسابيع الثلاثة الأخيرة بلغ نحو 500، أوضح مسؤول عسكري ليبي، تحفظ على ذكر اسمه، أن عدد هؤلاء لا يتعدى بضع عشرات، و"جاءوا في مهام استطلاعية ولتقديم استشارات للجيش الوطني".
هذا وتسعى الدول الغربية وعدد من دول الجوار الليبي إلى الإسراع في تنصيب حكومة السراج التي جرى اقتراح مجلسها الرئاسي من قبل الأمم المتحدة، الشهر الماضي، وسط مصاعب كبيرة على الأرض، إذ تنتشر في البلاد التي تعمها الفوضى عشرات الميليشيات المسلحة التي تعمل كجيوش صغيرة منفصلة، وتمتلك قدرات على التمويل والحشد العسكري والعمل الاستخباراتي المحلي والعابر للحدود أيضا.
وبالمقابل، تواجه الحكومة المقترحة رفضا من غالبية الجماعات السياسية والعسكرية في شرق البلاد. إلى ذلك، قال مستشار رئيس برلمان ليبيا، عيسى عبد المجيد، لذات الصحيفة، "إنه توجد ضغوط دولية كبيرة لتمكين الحكومة التي اقترحتها الأمم المتحدة في حوار الصخيرات قبل شهر، برئاسة فايز السراج"، لكنه أكد أن أكثر من ثلث النواب وقعوا على عريضة برفض الحكومة في حال تقدمت لنيل الثقة من البرلمان خلال الأيام المقبلة.

الغرب خطط لذلك في إطار استراتيجية لمدة 50 سنة بالرغم من رفض الجزائر
وللتفصيل في الموضوع أكثر، أوضح الخبير الأمني، معمر بن جانة، لـ"الرائد"، أنه في حال تدخلت القوات الأجنبية بقيادة أمريكا وفرنسا وغيرها من الدول، فإن الوضع سيتأزم أكثر مما عليه، نظرا للتأهب والاستنفار الأمني للقوات الجزائرية على الحدود الشرقية المتاخمة لليبيا، والتي تبلغ 980 كلم وما تعرفه من تجارة مباحة للأسلحة، بعد أن تحولت الجارة الشرقية إلى مستودعات مفتوحة لمختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وفي رده حول التأثير سلبيا على وضع الجزائر، أكد بن جانة "أن تعقيد الأوضاع بليبيا سيؤثر لا محالة سلبيا على دول الجوار خاصة الجزائر، حيث أن التضييق على تلك الجماعات الإرهابية من قبل القوات الأجنبية داخل التراب الليبي، سيدفع بها نحو دول الجوار، ليتوقع إمكانية تحويل الجزائر لأرض خصبة لمحاولة هروب تلك الجماعات الإرهابية، إذا توفرت المعطيات لذلك، وفقا لبن جانة.
وفي هذا الصدد، لفت الخبير الأمني النظر إلى أنه بالرغم من اتخاذ الجزائر منذ مدة لإجراءات احترازية لعدم التدخل الأجنبي في المنطقة ككل، إلا أن الأمور تتجه إلى التعقيد باقتراب فرضية تجسيد التدخل العسكري على أرض الواقع، ليصف محدثنا هذا التدخل بـ"المؤلم جدا" في الوقت الحالي، حيث تابع "إن الغرب خططوا لذلك في إطار استراتيجية لمدة 50 سنة، كما أن هذا التدخل جاء في ضبابية السياسة المنتهجة، حيث سمحوا للغرب بالتدخل في هذا الوقت بالذات الذي قد يؤدي إلى إنشاء قواعد في ليبيا".
وأضاف: "لقد حقق الغرب مبتغاهم بعدما أطاحوا بالقدافي، وها هم اليوم يخططون لتلك القواعد العسكرية بليبيا، بالرغم من وقوف الجزائر ضد ذلك، ولعل الأوضاع الأمنية المضطربة على الحدود المشتركة ستزيد من متاعبها أيضا".


خالد. ش / أميرة. أ

من نفس القسم الوطن