دولي

هويّة الانتفاضة يهيمنان على "أبحاث الأمن القوم" في الكيان الصهويني

وسط تخوفات بتصاعد الانتفاضة بسبب تواصل الانتهاكات الإسرائيلية



جاء التقرير الاستراتيجي السنوي لمركز أبحاث الأمن القومي الصهيوني، الذي صدر أخيراً، بالتزامن مع المؤتمر السنوي التاسع للمركز، متضمناً نظرة صناع القرار في كيان الاحتلال للتغييرات الإقليمية في المنطقة، وتداعيات الاتفاق النووي الغربي مع إيران، والتحديات الداخلية في (الكيان الصهيوني)، وفي مقدمها ميزانية الأمن، والاستراتيجية الجديدة لجيش الاحتلال، مع ذلك، برزت في التقرير، هذا العام، تساؤلات عن اتجاهات الصراع الصهيوني ــ الفلسطيني في ظل الانتفاضة المتواصلة، وتساؤلات عما إذا كان الصراع يتجه إلى تغليب الديني على القومي، فضلاً عن مسألة "خطر" التيارات السلفية المتشددة على إسرائيل، مما قد يلزمها بضرورة وضع هذا "الخطر" في المرتبة الأولى بسلم اهتمامات الكيان الصهيوني.
تشير الورقة الخاصة بمحاولة استشراف طبيعة الانتفاضة الفلسطينية الحالية، مع تكرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، إلى أن مجريات العمليات الأولى وطبيعتها، وانتماءات ونزعات منفذيها، تعزز للوهلة الأولى الانطباع بأن البعد الديني المرتبط بالمسجد الأقصى هو العامل الأساسي، أو المسبب الأول والرئيسي للعمليات الفلسطينية، ولا سيما أن غالبية منفذي هذه العمليات قالوا أو كتبوا على مواقع الشبكات الاجتماعية، إن ما دفعهم لتنفيذ عملياتهم هو المخططات الإسرائيلية لتطبيق تقاسم زماني ومكاني في المسجد الأقصى على غرار ما قامت به إسرائيل في الحرم الإبراهيمي في الخليل. وما يعزز هذا الانطباع والتوجه، هو كون غالبية منفذي العمليات والمشاركين فيها ليسوا من الشباب المتدين أو ممن ينتمون لتيارات وحركات إسلامية. مع ذلك، فإن هذا البعد الديني بحسب واضع الورقة، الباحث كوبي ميخائيل، قد تعزز حسب ادعائه بفعل تأثير عمليات ونشاط تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". مع ذلك، يقر الباحث ميخائيل إنه على الرغم من أهمية البعد الديني، وما أثاره هذا الطابع الأولي من اتجاه الصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني إلى نقطة تحوله من صراع قومي إلى ديني، إلا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، وإن كان البعد الديني يجد له تعبيراً بارزاً بفعل المكانة الخاصة للمسجد الأقصى.  ويذهب ميخائيل إلى القول، إن الشباب الفلسطيني المنتفض منح، في ظل هذه الهبة، قيمة أكبر للجانب القومي الوطني للمسجد الأقصى، من رمزيته الدينية. وعزز هذا الأمر لدى الشباب الفلسطيني الشعور بوجود بديل يمكن عبره تحقيق إنجاز وطني مغاير لجيل دفعه اليأس من تحقق أمانيه القومية، ومن تحقيق الذات في ظل الأوضاع الراهنة. فهم، أي شباب فلسطين اليوم، وبفعل حالة الهستيريا التي ألمت بالكيان الصهيوني في الأسابيع الأولى من الانتفاضة، يمكنهم أن يقدموا إنجازاً بالاستعانة بالسكين، بينما لم يتمكن جيل الآباء من تحقيقه، كما أنه تفوق، أيضاً، على القيادة الفلسطينية على الرغم من استراتيجية التدويل، من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة ثانية، بنفس حجم قدرتهم على تحقيق إنجاز عجزت حركة "حماس" عن تحقيقه بواسطة الكفاح المسلح، بحسب ما كتب ميخائيل طبعاً.
ويلخص ميخائيل قراءته لهذا البعد من الانتفاضة بقوله إن "البعد القومي للصراع الفلسطيني – الصهيوني لم يخل مكانه لصالح البعد الديني، بل إن البعد الديني تحول إلى دافع ومحرك للفلسطينيين للتوجه للمقاومة العنيفة


سالم. أ/ الوكالات

من نفس القسم دولي