الوطن

القرض الذي سيمنحه الصينيون للجزائر سيخلص الاقتصاد الوطني من التبعية للمحروقات!

أكد أن الشروط لن تكون نفس تلك التي فرضها الأفامي سابقا، مسدور لـ"الرائد":


علق أمس الخبير الاقتصادي فارس مسدور على نية الجزائر طلب قرض من الصين الشعبية بالتحديد بالقول إن الجزائر ستلجأ للصين بسبب التسهيلات التمويلية التي تضعها هذه الأخيرة، مؤكدة أن القرض الذي ستطلبه الجزائر لن يكون قرضا كلاسيكيا بنفس الشروط التي سبق وفرضت على الجزائر من طرف الأفامي، حيث قال مسدور إن الجزائر ستسدد القرض عن طريق إشراك الصينيين في الاستثمارات التي سيمولها القرض، ما يعني فتح الآلاف من مناصب الشعل وخلق مصادر مالية أخرى ومساعدة الاقتصاد الوطني على التخلص من التبعية للمحروقات.
وأضاف مسدور في اتصال هاتفي مع "الرائد" أنه ومن خلال تصريحات المسؤولين الجزائريين منذ فترة وتصريح سفير الصين بالجزائر أمس الأول يتضح أن القرض الذي تنوي الجزائر طلبه من الصين ستكون قيمته ضخمة، وسيوجه لتمويل مشاريع استثمارية في الصناعة والنسيج والبناء، مضيفا أنه من الممكن أن تسدد الجزائر هذا القرض من خلال إشراك الصين في هذه الاستثمارات. وفي رد له حول سؤال، لماذا اختارت الجزائر الصين بالتحديد، قال مسدور إن اختيار الجزائر للصين جاء من منطلق العلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين بالإضافة على التسهيلات التمويلية التي تتيحها الصين مقارنة مع دول أخرى، مضيفا أن مثل هكذا قروض من شأنها التقليل من حدة الأزمة التي تعرفها الجزائر من خلال خلق مشاريع استثمارية تعطي موارد مالية جديدة لخزينة الدولة. وعن عواقب هذه الاستدانة إن كانت إيجابية أم سلبية تشبه لحد ما عرفته الجزائر من تعقيدات وصعوبات مالية واقتصادية عند استدانتها من صندوق النقد الدولي سنوات التسعينيات، قال مسدور إن الأمر يختلف تماما كون الفوائد التي طبقت على الجزائر من طرف الأفامي في الماضي كانت بنسبة 100 بالمائة كما كانت الشروط صارمة، وهو ما عمق من الأزمة التي عاشتها الجزائر ودفعت خلالها الثمن غاليا حتى إنها لجأت لتسريح الآلاف من العمال، ولكن الأمر يختلف مع القرض الذي تنوي الجزائر طلبه من الصين، حيث سيسمح هذا القرض بتمويل مشاريع كبيرة، الأمر الذي يفتح الآلاف من مناصب الشغل، كما أن الفوائد التي قد تفرضها الصين لن تكون بالكبيرة بالإضافة إلى تسهيلات معتبرة، وهو ما أكده سفير الصين بالجزائر لتبقى الكرة حسب مسدور الآن في مرمي المفاوضين الجزائريين الذين يجب عليهم أن يتعاملوا مع الوضع بذكاء.
س. ز

من نفس القسم الوطن