الوطن

الاستدانة تبقى استدانة حتى وإن حاول مسؤولونا تغيير المصطلح!

الخبير الاقتصادي سليمان ناصر يصف الخطوة بالمتسرعة إن تم اتخاذها في الفترة المقبلة ويؤكد:



انتقد أمس الخبير الاقتصادي والمالي سليمان ناصر نية الجزائر اللجوء إلى الاقتراض من الصين قصد استكمال المشاريع التنموية التي جمدت، بعد الصدمة الاقتصادية التي تعيشها الجزائر، وقال ناصر سليمان إن الاستدانة تبقى استدانة حتى وإن حاول مسؤولونا تغيير المصطلح واستبداله بالقرض الاقتصادي، واصفا خطوة مثل هذه بالمتسرعة إن تم اتخاذها في الفترة المقبلة، في حين طالب الحكومة بمحاولة إيجاد حلول أخرى يمكن من خلالها تنويع الاقتصاد الوطني وتخفيف حدة الأزمة.
وحذر الدكتور سليمان ناصر أمس في اتصال هاتفي مع "الرائد" الحكومة من الوقوع في فخ 1993 مستغربا من حديث المسؤولين الصينيين والجزائريين عن لجوء الجزائر للاستدانة من الصين كحل لما يعيشه الاقتصاد، بدل محاولة إيجاد حلول أخرى يمكنها تنوع الاقتصاد الوطني كتشجيع الصناعة، التجارة والسياحة وتطبيق الإجراءات التي تقلص من عمليات الاستيراد بطريقة صارمة يمكنها أن تخفف العبء على خزينة الدولة، كما تساءل سليمان ناصر في السياق ذاته عن سبب توجه الجزائر نحو الاستدانة الخارجية في حين أنها لا تزال تملك احتياطي صرف في حدود 150 مليار دولار بالإضافة إلى 5 مليار دولار لدى صندوق النقد الدولي، ورصيدا قدر بـ6 مليار دولار من سندات الخزينة الأمريكية، ما يعني أن أية خطوة ستخطوها الجزائر نحو الاستدانة ستكون متسرعة وغير مدروسة النتائج، من جانب آخر قال سليمان إن الاستدانة تبقى استدانة بكل ما يحمله المصطلح من عواقب وخيمة على الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل الظروف الحالية، فالفوائد التي قد تفرضها الصين على الجزائر رغم أنها من المرجح أن تكون غير مرتفعة –يضيف ذات المتحدث- إلا أنها قادرة على خلق مشكل اقتصادي آخر للجزائر يقضي بتسديد الديون في الوقت التي لا تمتلك ضمانات بارتفاع أسعار النفط، متخوفا من تكرار سيناريو 1993 الذي من شأنه إيقاع الجزائر في فخ توجيه أموالها لتسديد الديون، في الوقت الذي يستوجب عليها تمويل الاقتصاد، مضيفا أن الاستدانة الخارجية ليست عادية ولا يمكن للجزائر أن تقارن نفسها بدول كبرى. من جانب آخر أكد سليمان ناصر أن الجزائر اختارت الصين بالتحديد لتطلب منها القرض لمستوى العلاقات التي تجمع البلدين، متوقعا أن تطلب الجزائر القرض بالعملة الصينية التي تعد قيمتها منخفضة بالمقارنة مع الدولار والأورو ما يسهل عملية التسديد على الجزائر فيما بعد.
س. ز

من نفس القسم الوطن