الوطن

فرنسا تجند عدالتها للتحقيق في مسؤولية سوناطراك على هجوم تيڤنتورين

باريس تفتح جبهة صراع جديد مع الجزائر


صعدت فرنسا من لهجتها اتجاه الجزائر بخصوص ملف تيڤنتورين. فبعد أن فتحت العدالة الفرنسية  سنة 2014، سنة واحدة بعد الاعتداء، الملف وزعمها أنها تحوز على محاضر سماع ثلاثة إرهابيين شاركوا في العلمية الإرهابية التي تعرض لها موقع الغاز بتيڤنتورين، ونقلت عن الناجية من الاعتداء الإرهابي ماريال رافي، أن المحاضر كافية بالإجابة عن سؤالين هامين، هما "من قتل الرعية الفرنسية يان ديسجو، هل هم الإرهابيون أم الجيش الجزائري؟ وهل هنالك تواطؤ من داخل موقع الغاز لتسهيل تنفيذ العلمية الإرهابية؟"، ها هي اليوم تحمل العملاق النفطي "سوناطراك" المسؤولية وإخفاقه في توفير إجراءات الأمن والسلامة رفقة الشركة البريطانية بريتيش بتروليوم.
فتحت باريس جبهة جديدة للصراع السياسي مع الجزائر، فبعد أن خمدت قليلا نار قضية "تيبحيرين" التي اتهم فيها الجيش الشعبي الوطني باغتيال رهبان تيبحيرين السبعة أيام عشرية الدم التي مرت بها الجزائر، ها هي اليوم تُخرج من أدراجها ملفا آخر ثقيلا يتعلق بموقعة "تيڤنتورين"، وتتهم سوناطراك وشركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية بالوقوف وراء الاعتداء الذي أودى بحياة رعية فرنسية وحيدة في الهجوم، من خلال ما أسمته "انتهاكات أمنية" سمحت بتسهيل الهجوم الدامي الذي استهدف منشأة نفطية بعين أمناس في الذكرى الثالثة للهجوم الهمجي.
كشفت "إذاعة أوروبا 1" أن غياب الأمن وعدم توفره العناية الكافية لحماية الرعايا الأجانب، خاصة رعيتها الوحيد الذي قتل في الهجوم، كانت من مسؤوليات العملاق سوناطراك، حيث فتح القضاء الفرنسي تحقيقا جنائيا بخصوص "القتل غير العمد" من قبل قاض فرنسي مختص، بعد أن رفعت عائلة الضحية الفرنسية الوحيدة من بين سبعة وثلاثين رعية أجنبية، دعوى أمام الجهات القضائية الباريسية. وقالت أخت الضحية الفرنسي "يان دي جو" إنها مرتاحة لقرار العدالة الفرنسية بعد كفاح طويل استندت فيه إلى استنتاجات العدالة البريطانية بوجود إهمال من طرف الشركات التي كانت تستغل القاعدة البترولية لعين أمناس،  كما أضاف نفس المصدر أن عائلات الضحايا في إنجلترا قامت بنفس الإجراءات.
ومن المنتظر أن تنشب توترات جديدة بين الجزائر وباريس في هذا الملف الحساس، بعدما شكل ملف تيبحيرين مصدرا لتوترات بين العاصمتين مدة عشرين سنة، خصوصا في ظل اعتماد فرنسا طريقة ابتزاز واضح من خلال الضغط على الجرح في كل مرة. وتأتي هذه الخرجة الفرنسية أياما فقط بعد حقائق كانت قد كشفت عنها محاكمة "سوناطراك 1" التي تجري وقائعها بمجلس قضاء الجزائر، حيث كشفت أطوار تلك المحاكمة أن  الاعتداء الإرهابي على تيڤنتورين سببه عدم استكمال مشاريع الحماية الإلكترونية للمواقع البترولية بخصوص عقود التراضي التي كانت بين سوناطراك ومجمع  كونتال فونكوارك، لتزويد المواقع البترولية بنظام الحماية الإلكترونية والمراقبة البصرية.
أميرة. أ

من نفس القسم الوطن