الوطن

النقابات تنتفض وتساوم الحكومة بمنحة الغلاء مقابل الهدوء في المدارس!!

ارتفاع الأسعار في السلع والخدمات تفقد الأساتذة 40 بالمائة من أجورهم



تحركت نقابات الأساتذة للدفاع عن القدرة الشرائية للأساتذة والموظفين بالقطاع، موجهة انتقادات شديدة اللهجة للتدني الرهيب الذي تعرفه المعيشة، وهذا قبل أن تسلط النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الضوء الأخضر، عن دراسة دقيقة لارتفاع تكاليف المعيشة طيلة الأربع سنوات الأخيرة، وأشارت فيها أن الزيادات الأخيرة في الأجور فقدت حوالي 40 بالمائة من قيمتها وهو ما يُلزم السلطات العمومية ويفرض عليها حتمية إقرار منحة تعويضية " منحة الغلاء " وبصفة استعجالية تفاديا لاحتجاجات قوية وعنيفة سيُدفع لها الموظفون دفعا، هذه المنحة التعويضية التي اعتمدتها دول لفائدة موظفيها حتى وهي في حالة حرب.
وأكدت نقابة "السنابست" أن السلطات العمومية مطالبة اليوم أيضا وأكثر من أي وقت مضى بأن تضع وتطبق "سلما متحركا للأجور " كآلية لحماية القدرة الشرائية للموظفين مثلما ما هو مطبق في كثير من الدول خاصة الأوروبية منها، فالموظفون يساهمون في تطوير وترقية اقتصادهم ولا يدفعون ضريبة إفلاسه وغير ملزمين بالتقشف المنشود.
وأشارت نقابة المكتب الوطني الموسع إلى منسقي الولايات المجتمع يومي 15 و16 / 2016 بمدينة "بومرداس" تزامنا مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بلدنا، وتزداد تعقيدها يوما بعد يوم في ظل التدهور المستمر والرهيب لأسعار النفط والذي انعكس جليا وسلبيا على القدرة الشرائية للمواطنين والموظفين خاصة بسبب الزيادات المستحدثة والمرتقبة في أسعار المواد الأساسية وبعض الخدمات، يتطلب تحركا من الحكومة.
وعرف الاجتماع حسب تقرير "السنابست" التنديد بالتماطل الصارخ في إنهاء تعديلات القانون الخاص بعمال التربيّة الوطنيّة ويعتبره السياسة المألوفة لربح الوقت والهروب إلى الأمام بل وأجمعوا قائلين "نشكك في نية الوصاية والسلطات العمومية جديتها بخصوص هذا الملف.. ".
هذا ونددت النقابة بشدة سياسة الكيل بمكيالين والتعسف المسلط في حق أساتذة التعليم التقني بالثانويات PTLT وحرمانهم من الترقية إلى الرتب المستحدثة، والعتاب كل العتاب على السيدة الوزيرة التي التزمت وتعهدت مرارا بتكفلها الشخصي بهذا الملف، فيما تتمسك النقابة بمطلب تحيين منحة المنطقة الخاصة بالجنوب والهضاب العليا على أساس الأجر الرئيسي الجديد وستواصل تنسيقها مع الفاعلين في المناطق المعنيّة لبرمجة سلسلة من الاحتجاجات والإضرابات لاسترجاع هذا الحق المهضوم.
وبخصوص الخدمات الاجتماعية فإنّ "السنابست" متمسكة بدفاعها عن خيار التسيير المحلي على مستوى الولايات وفي النمط الحالي المركزي وتطالب بضرورة منح الصلاحيات أكثر للجان الولائية، مشيرة " وبخصوص امتحان شهادة البكالوريا إنها لا تمانع إجرائه قبل شهر رمضان لكن كل تخوفاتنا أن يتحول هذا الإجراء إلى حق وامتياز تطالب به الدفعات القادمة (2017 و2018) مثلما كان مع "العتبة"، وهكذا يترك كل وزير وكل مسؤول "عتبته" ليقف عندها من يخلفه.
وأشار التقرير أنه كما تطرق الحضور خلال هذا اللقاء إلى جملة من انشغالات الأساتذة عبر مختلف الولايات وتكفل المكتب الوطني برفعها إلى المصالح المركزية المعنيّة...
واقترح من جهته الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بإنشاء المرصد الوطني للقدرة الشرائية خاصة في هذه الظروف الصعبة، في ظل غياب آليات التحكم في الأسعار وانهيار الدينار الجزائري، مع تخصيص منحة تسمى منحة مؤشر غلاء المعيشة على غرار كثير من الدول المنتهجة لذلك باعتبارها ضرورة اجتماعية وحتمية اقتصادية، هذا فيما حذر مجلس ثانويات الجزائر "الكلا" من أن تكون سنة 2016 بالفعل أكثر صعوبة مقارنة بسنة 2015 بسبب تراجع القدرة الشرائية للعمال، عقب الزيادات الجديدة في الأسعار والخدمات والتوقيع على قانون المالية لسنة 2016، وذلك يؤثر سلبا على القطاع ويؤدي إلى تراجع مردودهم، مطالبا أيضا بضرورة إنشاء مرصد وطني لرصد القدرة الشرائية، ومراجعة قانون المالية 2016 الذي يفقر كذلك العامل الجزائري، ويؤثر على المكاسب الاجتماعية، ولا سيما تلك التي تتعلق بالتقاعد والتقاعد المبكر.
عثماني مريم

من نفس القسم الوطن