الوطن

الجيش والأمن يضربان بيدّ من حديد في الذكرى الثالثة لحادثة تيقنتورين

الخبير العسكري بن جانة يحذّر من بقاء مسببات الإرهاب بالصحراء


في الذكرى الثالثة لموقعة تيقنتورين التي حوّلتها قوات الجيش الوطني الشعبي من عدوان أجنبي إلى ملحمة ودرس في التّصدي للإرهاب، تواصل قوات الجيش والأمن تحقيق انتصاراتها ضد فلول الجماعات الإرهابية، التّي هي آخذة في لفظ أنفاسها الأخيرة بفعل الضربات الموجعة التّي تتلقاها رغم محاولاتها استغلال الظروف الإقليمية لاختراق الحدود وتهريب السلاح والقيام بعمليات استعراضية بحثا عن الصدى الإعلامي.
جدّدت قوات الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية، في شهر ذكرى ملحمة تيقنتورين، ضرباتها ضدّ بقايا الجماعات الإرهابية، التّي تختنق في الجبال، أو تلك التّي حاولت استغلال الظروف الإقليمية وظهور الظاهرة العنقودية المسماة داعش من أجل الظهور الإعلامي من خلال إعلان البيعة وتنفيذ عملية على طريقة هذا التّنظيم الإرهابي؛ إذ لم تنجح لا بقايا "الجماعة السلفية للدعوة والقتال أو ما بات يعرف بالقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ولا الجماعة المنشّقة عن التنظيم الأخير، والتّي أطلقت على نفسها تسمية جند الخلافة في كسر الحصار وتشكيل تهديد حقيقي للأمن الوطني، حيث أحبطت أجهزة الأمن المختلفة كلّ محاولاتها الاستعراضية، وتجلى ذلك في توقيف 7 إرهابيين من جنسية ليبية بعين أمناس مند 3 أيام وحجز أسلحة وذخيرة.
وتعد هذه العملية تعبيرا صريحا بأن فلول الإرهاب وقعت بالفعل في المصيدة؛ وهو ما يعكس أيضا حالة التخبط التي تعيشها هذه الفلول، التي وجدت نفسها محاصرة وكل نشاط لها خارج كازماتها بات يعني الانتحار.
وفي الموضوع يرى الخبير العسكري المختص في الشؤون الأمنية عمر بن جانة أن الأوضاع الأمنية بالجزائر منذ حادثة "تقنتورين"، لم تشهد تغييرا ملحوظا بسبب بقاء نفس المسببات التي عرفتها الوضعية الأمنية في دول الجوار آنذاك، على غرار المناخ الأمني بليبيا ومالي وتونس التي تعتبر "النواة الصلبة للإرهاب"، وهو ما سينعكس سلبا على الوضع الأمني في الجزائر خاصة بالصحراء الجزائرية الشاسعة.
وأشار بن جانة في اتصال هاتفي مع "الرائد " إلى أن الوضع في مالي يبقى المصدر الأكثر تهديدا للجزائر، بسبب تركيبة السكان وانتشار جماعات إرهابية مختلفة على غرار الملثمين والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإجرامية التي تشكل تهديدا مباشرا للجزائر محذرا من محاولة تلك الجماعات استهداف الصحراء الجزائرية على طريقة "تقنتورين" لكن بأقل حدة نظرا للاحتياطات الكبيرة التي تتخذها قوات الجيش الشعبي الوطني، والتي دفعت بقوات كبيرة مؤخرا تقدر بـ2000 جندي زيادة على التعزيزات السابقة.
واستشهد الخبير العسكري بالمحاولات الإرهابية "اليائسة" التي وجدت قوات الجيش بالمرصاد لها، من خلال إدخال أسلحة ومتفجرات إلى الجزائر، وهو ما يبقي التهديد خطيرا وقائما، خاصة وأن الجماعات الإرهابية تعتمد على أسلوب المباغتة والمفاجأة في أوقات لا يمكن معرفتها ويتم التخطيط لها مسبقا كما حدث بتقنتورين. طبقا لقوله
وعن خطر استهداف الأجانب العاملين بالمنشآت النفطية بالصحراء أكد الخبير الأمني، أن الأجانب لايزالون تحت صدمة "تقنتورين"، رغم الإجراءات الخاصة والاستثنائية التي تحيط بهم. ورغم ذلك يقول ــ بن جانة ــ هم لايزالون ينشطون بالجزائر نظير الضمانات الأمنية التي تقدمها لهم الجزائر داخل منشآت عملهم أو خارجها.
وبخصوص تهديد التنظيم الوافد الجديد على المنطقة ويتعلق الأمر بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قال بن جانة إن هذا التنظيم الذي تحتضنه ليبيا خاصة بعد انتشار فوضى السلاح وبروز ميليشيات على الأرض، سيحاول بكل ما أوتي خلا ل السنة الجارية أو السنوات المقبلة أن يقوم بكل محاولاته اليائسة، مشددا على أن قوات الجيش الشعبي الوطني ستبقى يقظة، ولن "ترفع يدها عن زرّ الضوء الأحمر لحالة الطوارئ التي تعيشها على الحدود، وذلك من أجل صد كل محاولات التنظيم الإرهابي الذي يهدد الجزائر

أميرة. أ.

من نفس القسم الوطن