الوطن

تصدّعات بيت المعارضة تقلص حظوظها أمام السلطة

العمال، حمس والأرسيدي على وقع استقالات وانشقاقات



تعيش هذه الأيام أحزاب المعارضة على وقع تصدعات داخلية، استقالات وسحب ثقة من قيادات تمردت وأخرى فضلت الاستقالة، في وقت يبحث زعماء هذه الأحزاب عن توحيد صفوفهم لمواجهة السلطة وفرض منطقهم بينما يشكك متابعون في قدرتهم على هز بيت السلطة في وقت تلتهب النيران داخل بيوتهم.
تمر زعيمة حزب العمال بأيام أقل ما يقال عنها بالصعبة بعد الهجمة الشرسة التي حيكت ضدها، من طرف أحزاب الموالاة وعقب اتهامات كالتها لعدد معتبر من الوزراء وكذا الشخصيات السياسية انتهت مع نهاية 2015 بانقلاب من النائب، سليم لباطشا، أنه الذي أطلق حركة تصحيحية لحزب العمال ضد لويزة حنون، بسبب ما أسماه بـ"تدهور الوضع الداخلي للحزب وتحوّله إلى ملكية خاصة". وأن خطوته تندرج في إطار إنقاذ الحزب من الانحراف، وهو الأمر الذي أثار ثورة داخل صفوف العمال وفي مقدمتهم لويزة حنون التي قررت تسليط سيف الحجاج ضده وتوجيه اتهامات لأحزاب الموالاة التي استغلت الفرصة وراحت تقدم عروضا مغرية وصلت إلى تقديم مكاتب داخل البرلمان للمنشقين عن حنون.
وبعدها بأيام قليلة راسل المكتب الجهوي لـ"الأرسيدي" بتيزي وزو تعليمة لكل مكاتب الحزب عبر مختلف بلديات ولاية تيزي وزو، لإشعارهم بعدم التعامل لاحقا مع نور الدين أيت حمودة، مما يعني عدم فتح مقرات الحزب أمامه لممارسة نشاط ما، لاسيما أنه لم يجدد بطاقة الانخراط في الحزب منذ سنة 2012 حيث لا تربطه أي علاقة نظامية مع حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية والذي أسسه سنة 1989 رفقة مناضلي الحركة الثقافية البريرية، ورابطة الدفاع عن حقوق الإنسان، بينهم السعيد سعدي، فرحات مهني، مقران أيت العربي مصطفى باشا وغيرهم. وفي اتهام خطير لقيادة الحزب قال آيت حمودة إن الأرسيدي يتوجه نحو الولاء للأفلان وأنا أرفض التقارب مع السلطة بعد التقارب الذي حدث مع الإسلاميين"، حيث وعد بنزوله للميدان من أجل الكفاح ضد ما أسماه بالممارسات الستالينية في الحزب.
التصدعات التي تعيشها الأحزاب انتقلت إلى الإسلاميين, حيث تعيش حركة مجتمع السلم على وقع استقالة نائب رئيس الحركة الوزير السابق الهاشمي جعبوب والذي يكون قد وصل إلى قناعة عدم الاستمرار في العمل مع رئيس الحركة الدكتور عبدالرزاق مقري لعدة أسباب، جزء منها مرتكز على أن هذا الأخير أصبح يسير الحزب بطريقة فردية وأحادية ولا يرجع إلى المكتب السياسي واستمرار تعاطيه مع الأحداث عن طريق الفيس بوك, وهو الأمر الذي لم يتقبله رئيس الحركة الذي سارع إلى تفنيد الخبر بالقول إن الحركة بخير وعافية وهي في حالة من الاستقرار لم تشهدها منذ التأسيس بفضل الله، وأي خلاف في وجهات النظر نسيره بأعلى ما يتوقع من الحرفية والحكمة والديموقراطية.
وفي خضم هذه التصدعات التي تعيشها الأحزاب المحسوبة على المعارضة يتساءل متابعون للشأن السياسي عن مدى قدرة تلك الأحزاب على مواجهة السلطة في ظل التحديات الآنية التي تفرض أكثر من أي وقت مضى توحيد الجهود لإثبات وجودها في ظل متغيرات تعج بها الساحة السياسية.
أمال. ط

من نفس القسم الوطن