الوطن

النقابات تحذرمن تعديل رزنامة الامتحانات الرسمية

وصفت القرار الصادر عنها بـ"الارتجالي" و"غير المدروس"

 

  • وزارة التربية تحضرّ مع الشركاء الاجتماعيين لتنظيم الباك في الفاتح من جوان القادم
  • "الأسنتيو" تقترح 22 و24 ماي لإجراء امتحانيّ "السنكيام" و"البيام"

 
أحدث قرار وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط الرامي إلى تعديل تواريخ الامتحانات الرسمية الخاصة بشهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط لكي تكون قبل بداية شهر رمضان الكريم، ضجة جديدة في قطاع التربية الوطنية، فرغم أن غالبية النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ قد وافقوا الوزيرة في قرار التغيير إلا أن هناك رافضين، بسبب أن الوزيرة تعتمد على قرارات ارتجالية غير مدروسة خاصة وأن الموسم الدراسي المقبل 2016/2017 سيشهد نفس السيناريو وأشده حيث أن رمضان سيكون في 1 جوان ولا مجال لتعدليه.
 وأعلنت وزيرة التربية نورية بن غبريط في تصريح للصحافة على هامش اللقاء الذي جمعها بنقابات القطاع، أن وزارة التربية الوطنية "قررت إدخال تعديلات على رزنامة الامتحانات وخاصة شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط التي ستجرى قبل بداية شهر رمضان الكريم"، وفي هذا الصدد، أكدت بن غبريط أن الوزارة "فضلت تحديد تواريخ هذه الامتحانات بدقة بالتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين ممثلين في نقابات قطاع التربية وجمعيات أولياء التلاميذ من خلال انشاء مجموعة عمل مختصة تشرع في عملها ابتداء من الثلاثاء المقبل".
 وفي سياق متصل، أكدت الوزيرة أنه "في غضون العشرة (10) أيام القادمة، سيتم الكشف عن تواريخ امتحانات شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط"، مشيرة إلى وجود اقتراحات في هذا الشأن "سيتم دراستها في إطار مجموعة العمل المختصة"، وهذا قبل أن تدعو الأساتذة والشركاء الاجتماعيين إلى "ضمان السير الحسن للدروس خلال الفصلين الثاني والثالث والعمل على استكمال إنجاز البرامج بشكل تام عبر كامل المؤسسات التربوية".
واعتبرت وزيرة التربية أن إعادة فتح رزنامة الامتحانات جاء "استجابة للطلبات المتكررة من طرف المترشحين لتقديم تواريخ الامتحانات"، مشيرة انه كانت رزنامة الامتحانات الرسمية قد حددت في السابق من 7 إلى 9 جوان بالنسبة لشهادة التعليم المتوسط ومن 12 إلى 16 جوان بالنسبة لشهادة البكالوريا.
•    كل المقترحات ستناقش يوم الثلاثاء بين الوزارة والشركاء الاجتماعيين
وأكدت بن غبريط أن الوزارة فضلت تحديد تواريخ هذه الامتحانات بدقة بالتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين وممثلين في نقابات قطاع التربية وجمعيات أولياء التلاميذ من خلال إنشاء مجموعة عمل مختصة تشرع في عملها ابتداء من يوم الخميس المقبل. فيما سيتم الكشف عن تواريخ امتحانات الباك والبيام في غضون 10 أيام، تضيف الوزيرة- قبل أن تشير إلى وجود اقتراحات في هذا الشأن سيتم دراستها في إطار مجموعة العمل المختصة.
وبالمناسبة، دعت المسؤولة الأولى على قطاع التربية الأساتذة والشركاء الاجتماعيين إلى ضمان السير الحسن للدروس خلال الفصلين الثاني والثالث والعمل على استكمال إنجاز البرامج بشكل تام عبر كامل المؤسسات التربوية، معتبرة أن إعادة فتح رزنامة الامتحانات جاء "استجابة للطلبات المتكررة من طرف المترشحين لتقديم تواريخ الامتحانات.
ورحبت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ عكس ذلك، بقرار وزارة التربية واعتبرته قرارا صائبا في حق التلاميذ، فيما توقع تحقيق نتائج جيدة خاصة وأن السنة الدراسية لم تمسها الإضرابات، وهو نفس التفاؤل الذي صدر عن تلاميذ الباك الذي ثمنوا كثيرا قرار الوزيرة واستجابتها لطلبهم.
من جهته أكد المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لثلاثي الاطوار "الكنابست" بوديبة مسعود أن نقابته كانت من أول المنتقدين لرزنامة الوزيرة التي جاءت بسبب قراراتها الفردية وتجاوز استشارة الشركاء الاجتماعيين، مؤكدا أنه "لو استشرنا لما وصلنا إلى الزامية التعديل"، واقترح ممثل "الكنابست" لرزنامة الامتحانات الرسمية، بوديبة أن تنطلق الامتحانات الوطنية يوم 25 ماي 2016 على أن تنهي في 7 جوان 2016، حيث يكون امتحان "البيام و"السنكيام" ما بين 25 حتى 30 ماي والباك من 1 إلى غاية 7 جوان.

•    "الأسنتيو" تطالب بتنظيم "السنكيام" في 22 ماي و"البيام" بداية من 24 من ذات الشهر
هذا وثمن المكلف بالتنظيم على مستوى نقابة "الأسنتيو" يحياوي قويدر قرار الوزيرة الذي يمنع تنظيم الباك في رمضان مقترحا أن يكون امتحان الخامسة ابتدائي في 22 ماي وامتحان شهادة التعليم المتوسط في 24 و25 و26 ماي، على أن يكون الباك في 29 و30 و31 ماي على أن يمتد إلى 1 و2 جوان على أن تدرس هذا المقترحات في اجتماع مع الوزارة يوم الثلاثاء.
وقال يحياوي "إننا اقترحنا كنقابة هذه التواريخ بناء على أنها قابلة للتجسيد ميدانيا بسب أنها تحافظ على إتمام البرنامج الدراسية والمقررة بالنسبة لتلاميذ، وﻻ تؤثر على انتهاء الدروس المقررة، كما أنها تساعد التلاميذ والأساتذة سواء على إجراء امتحانات في ظروف طبيعية حسنة بعيدة عن الصيام وحرارة الجو وبالخصوص في المناطق الداخلية والصحراوية، وهنا تكون الوزارة قد وفرت كل الظروف الملائمة ويبقى الفيصل الوحيد هنا في تحقيق النجاح هو العمل" –يضف المتحدث-.
في المقابل اعتبر المنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم التقني مزيان مريان أن قرار وزيرة التربية خاطئ، ودعا إلى أهمية المحافظة على رزنامة الامتحانات كما هي، باعتبار أن المشكل سيتكرر السنة المقبلة والوزارة لن تجد أي خيار لتعديل الرزنامة لجعل الامتحان ليس في رمضان الذي سيكون العام المقبل في الفاتح جوان، مؤكدا استحالة استقدامه ليكون في ماي بالنظر إلى استحالة استكمال البرنامج.
هذا ووجهت بعض الأطراف وعبر مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" انتقادات لاذعة لوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط في شأن تقديم تاريخ الامتحانات الرسمية إلى ما قبل شهر رمضان، واعتبرت هذه المصادر مثل هذا القرار خروجا عن العبادة والدين الإسلامي، خاصة وأن هناك من يقوم بأعمال شاقة تحت درجات عالية من الحرارة ويتحمل الجوع والعطش لعدة ساعات في اليوم لأنه شهر العبادة. كما أضافوا أن الوزيرة رضخت أمام مطلب بعض التلاميذ المدللين وبدعم بعض الأولياء من كبار الجهالة الذين يفتعلون قضية في كل مناسبة سواء بالنسبة لشهر رمضان أو لغيره، معتبرين أن صوم شهر رمضان لا يغير شيئا فالتلميذ المجتهد مصيره النجاح سواء صام أم لا وشهر رمضان يبقى بريء من سلوكه

سعيد. ح.

من نفس القسم الوطن