محلي

نحو إنتاج 4,2 مليون قنطار من الحمضيات ومساعي حثيثة لتطوير الشعبة

المصالح الفلاحية في البليدة تسعى إلى تطوير هذه الشعبة بمشاركة المهنيين





يرتقب أن يصل إنتاج الحمضيات بالبليدة خلال سنة 2016 4,2 مليون قنطار حسب توقعات مديرية المصالح الفلاحية التي تسعى إلى تطوير هذه الشعبة بمشاركة المهنيين عن طريق توسيع المساحة المغروسة وتكوين الشباب في مجال المحافظة على الأشجار.
ورغم الظروف الجوية غير الملائمة التي سادت فترة إزهار الثمار خلال شهر مايو الفارط فإن مديرية المصالح الفلاحية ترتقب أن يتحقق الهدف المسطر ضمن عقود النجاعة المحدد وفقا لما أفاد به رئيس قسم الإنتاج بمديرية المصالح الفلاحية ناصر لعوج، يذكر أن ولاية البليدة قد حققت الموسم الفارط إنتاجا قياسيا فاق 4.400 ملايين قنطار أي بمردود وصل إلى 245 قنطار في الهكتار الواحد.
وقد عزم المهنيون بلوغ هذا الهدف بالرغم من الظروف المناخية التي سادت شهر مايو المنصرم تزامنا مع فترة إزهار الثمار والتي تسببت في إسقاطها من جهة والرياح الساخنة التي سادت كذلك شهر نوفمبر الفارط، ويسعى القائمون على القطاع بلوغ هذا الهدف من خلال توفير كل الدعم التقني والمادي للفلاحين والمرافقة الميدانية لهم كما هو الحال بالنسبة لسوء الأحوال الجوية التي قد تؤثر سلبا على تحقيق منتوج وفير.
وكشف في هذا السياق لعوج عن مرافقة مصالحه لمنتجي الحمضيات عبر مختلف خطوات المسار التقني لزراعتها من تسميد وتقليم ومعالجة من مختلف الأمراض وسقي، كما يجري توجيه عدد من منتجي الحمضيات حسبما صرح به أمين غرفة الفلاحة عبري معمر إلى الاهتمام أكثر بأنواع من الحمضيات تعرف تراجعا في السوق المحلية على غرار الحمضيات المتأخرة التي كانت تنضج في السابق شهر يونيو كفالونسيا والتي من شأنها أن تلبي احتياجات الكثير من الزبائن.
وأوضح ذات المتحدث أن العديد من منتجي الحمضيات أضحوا يميلون أكثر إلى إنتاج أنواع من الحمضيات دون غيرها على غرار التامسون والنافال اللذان يمثلان أكثر من 55 بالمائة من مجموع أصناف الحمضيات الـ 27 التي تشتهر بها الولاية مذكرا بأن عاصمة المتيجة "البليدة" كانت تشتهر في السابق بتوفرها لعدة أنواع وعلى مدار تسعة أشهر من السنة باستثناء جوان وجويلية وأوت التي يغيب فيها إنتاج ثمار الحمضيات عن الحقول.

•    إعادة الاعتبار لبساتين الحمضيات بالولاية

تسعى مديرية المصالح الفلاحية بالولاية بالتنسيق مع مختلف الشركاء عبر البرامج المسطرة إلى إعادة الاعتبار لبساتين الحمضيات التي تعرف الكثير منها مشكل الهرم، وفي هذا الصدد فقد مكن برنامج إعادة الاعتبار وتنمية فرع الحمضيات المنطوي ضمن برنامج تنمية منطقة المتيجة من غرس 1422 هكتار من الحمضيات في إطار البرنامج الخماسي الفارط، وتم غرس أشجار هذه الحمضيات -يضيف نفس المصدر- من المديرية إما في إطار استبدال أشجار البساتين المسنة والهرمة والتي تعود أغلبها للحقبة الاستعمارية أو توسيع المساحة الحالية على مستوى بلديات البليدة وبوفاريك والشبلي ووادي العلايق والأربعاء والشفة، وتتوقع مديرية المصالح الفلاحية خلال الخماسي الحالي 2014-2019 من غرس 3164,5 هكتار من أشجار الحمضيات وهي العملية التي تعرف إقبالا معتبرا من طرف المزارعين الذين يفضلون كذلك اقتناء أنواع جديدة من ثمار الحمضيات.

•    دورات تكوينية لفائدة مهنيي القطاع

من جهتها تعكف غرفة الفلاحة لولاية البليدة على تجسيد هدف إعادة الاعتبار لبساتين الحمضيات من خلال الدورات التكوينية التي تطلقها في كل موسم لفائدة الشباب المهتم بالفلاحة ومهني القطاع حول تقنيات تقليم أشجار الحمضيات، وفي هذا الإطار يشارك زهاء ال140 متربصا في الدورة التي أطلقتها الغرفة حيث يتلقى خلالها هؤلاء -يقول أمين الغرفة معمر عبري- تكوينا نظريا وتطبيقيا عن كيفية تقليم أشجار الحمضيات يدوم خمسة أيام بمختلف حقول وبساتين الحمضيات المنتشرة بتراب الولاية على غرار الشبلي وموزاية ووادي العلايق يتوج بتسليمهم شهادة معتمدة تأهلهم بالنسبة للشباب دخول عالم الشغل بقطاع الفلاحة. ويأتي تنظيم هذه الدورة بناء على طلب مهنيي القطاع بالولاية الذين اشتكوا من غياب يد عاملة مؤهلة في المجال، وتهدف هذه الخطوة إلى تشجيع الشباب على مزاولة المهن الفلاحية بعد تسجيل تراجعا كبيرا فيها خاصة مهنة "تقليم الأشجار" التي اقتصرت لسنوات عدة على فئة الكهول والشيوخ دون غيرها، وقد أثرت هذه الوضعية على الأسعار التي تعرف ارتفاعا بالنظر لطاقات الولاية التي تشغل الحمضيات بها مساحة تقدر بـ 17.820 هكتار.

 
•    وفرة في الإنتاج يقابلها ارتفاع في الأسعار

وبالموازاة مع ذلك تبقى أسعار هذا المنتوج الذي يعرف طلبا كبيرا من طرف المواطنين - وذلك بالنظر للفوائد الجمة التي يتوفر عليها ومدى قدرته في مكافحة الأنفلونزا الموسمية والوقاية - ليس في متناول المواطن البسيط وذلك بعدما تراوح سعر الكيلوغرام الواحد منها بين 100 و120 دج واليوسفية بين 120 و150 دج، وأرجع عدد من تجار الولاية أسباب هذا الارتفاع في أسعار المنتوج الأول على مستوى الولاية إلى توجيه الإنتاج نحو ولايات أخرى

محمد. ن.

من نفس القسم محلي