الوطن

"شبح" الجفاف يحدث طوارئ لدى الفلاحين

تزامنا مع انخفاض مخزون المياه بالسدود ما يؤثر على عمليات السقي التكميلي


لا يزال خطر الجفاف يهدد الفلاحين والموالين فرغم تساقط الأمطار في الفترة الأخيرة إلا أن الكميات الضئيلة التي تساقطت لن تسمح بإنقاذ الموسم الفلاحي الحالي إن استمرت نفس الظروف الطبيعية تزامنا مع انخفاض مخزون المياه بالسدود ما يؤثر كذلك على عمليات السقي التكميلي.
لم تبدد كميات الأمطار القليلة المتساقطة في الفترة الأخيرة من مخاوف الفلاحين الذين يبدون قلقهم بشأن شح الأمطار خلال أزيد من ثلاثة أشهر الأخيرة، ما قد ينذر بجفاف حقيقي وهو ما كشف عنه خبراء في البيئة والمناخ مؤخرا مؤكدين بأن الجزائر مقبلة على مرحلة حرجة في حال استمرار شح السماء وعدم تساقط الأمطار إلى غاية نهاية شهر جانفي الجاري، الأمر الذي سيؤثر على المحاصيل الزراعية التي ما تزال تقتات على المياه التي تستمدها من التربة التي تحافظ على بقايا الأمطار المتساقطة خلال الفترات السابقة، في حين تشهد كميات المياه المخزنة بالمجاري المائية والسدود تراجعا لم تشهده الجزائر منذ 10 سنوات وهو ما يؤثر على عملية السقي خاصة بالنسبة للقمح وكذا الخضر الموسمية.
ويشير الخبراء إلى أن الأمطار التي تتساقط بعد شهر جانفي تؤثر على المحاصيل الزراعية خاصة القمح والطماطم الصناعية التي تصاب بمختلف الأمراض نتيجة انتشار الفطريات جراء تساقط الأمطار في غير موسمها كما أن الأمطار المتأخرة لا تساهم في ارتفاع منسوب المياه بالسدود عبر مختلف ولايات الوطن، علما أن ارتفاع منسوب مياه السدود يسجل عادة ما بين شهري ديسمبر وجانفي بفعل تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة لعدة أيام متتالية.
كل هذه المؤشرات تزيد من المخاوف بشأن موسم فلاح كارثي خاصة بالنسبة للحبوب فحسب المختصين فإن الخضروات والفواكه بصفة عامة لن تتأثر بالجفاف، لأنه يتم سقيها عن طريق الآبار لتكون الحبوب هي الأكثر تضررا من قلة الأمطار، ما يعني دخول مرحلة الخطر فيما يتعلق بإنتاج الحبوب على وجه الخصوص إن استمر الوضع على ما هو عليه إلى غاية نهاية شهر مارس، وهو ما يستدعي لضرورة اللجوء إلى السقي المحوري، خاصة بمنطقة الهضاب العليا بصفة استعجالية وما زاد من تخوف الفلاحين بسبب قلة الأمطار هي الصعوبات التي سيواجهونها في توفير الأعلاف للماشية، كما أن الكلأ سيكون ضئيلا حيث ستواجه الأغنام صعوبة في الحصول على الغذاء، مما يؤثر على إنتاجيتها وجودتها، ما يعني بالضرورة ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.
وتجدر الإشارة أنه وحسب توقعات الديوان الوطني للأرصاد الجوية فإن الظروف الطبيعية الحالية وشح الأمطار سيستمر الأيام المقبلة عدا بعض السحب المحملة ببعض القطرات بالمناطق الشمالية في حين تبقى الأجواء في باقي ولايات الوطني مشمسة طيلة الأيام القادمة، مما يؤكد عدم وجود أي اضطراب جوي نشيط سيؤدي إلى تساقط كميات معتبرة من الأمطار أو الثلوج، علما أن الأمطار التي سجلت خلال الأيام الفارطة لم تتعد معدل 10 ملم محليا بأغلب ولايات الوطن



س. زموش

من نفس القسم الوطن