الوطن

هذا ما سيقوله أويحيى غدا

الدستور وقانون المالية والتهدئة مع المعارضة




سيلتقي مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى غدا مع الصحافة في جنان الميثاق بالعاصمة، وأمامه ملفات أساسية تواجهه مع الصحافة أولها الدستور الذي أصبح جاهزا وكل الترتيبات الإدارية والاستشارية تكون في نهاياتها وبحكم عضويته في اللجنة المصغرة التي أكملت نسخة مشروع الدستور قد تكون الندوة إعلانا عن كل الأجندة المطلوبة حول الملف بدءا ببعث النسخ للأحزاب والشخصيات وتاريخ نشره في الصحافة الوطنية ثم وصولا إلى تاريخ عرضه واعتماده من طرف البرلمان بغرفتيه، كما يمكن أن يفصح عن أهم عناوين التعديلات التي احتواها دستور البلاد القادم.
أويحيى من دون شك ستكون له رسائل طمأنة للمعارضة ومحاولة تهدئة الأجواء لتسمح بمرور الدستور بأقل توتر ممكن ولهذا من المتوقع أن تتضمن الندوة رسائل مشفرة ومعلومة لكل الأحزاب، وهو يدرك صعوبة أن تتجاوب المعارضة مع المشروع بل إن أغلبها عبرت عن عدم اهتمامها به قبل حتى أن تراه، كما أن أويحيى سيجد نفسه مضطرا للدفاع عن برنامج الحكومة وقانون المالية 2016 أمام استمرار عجز الحكومة لتطمين الرأي العام الوطني وخاصة أنه بعد زيادة أسعار الوقود تكون قد أحدثت غضبا شعبيا غير متوقع وقابل للتوظيف السياسي، وهذا قبل ارتفاع أسعار مواد أخرى وفاتورات أخرى كما هو محدد في القانون. أويحيى سيكون مطالبا بممارسة الخطاب الديماغوجي البعيد عن الواقع ومطالب أن يسلط الضوء على جزء من الحقيقة وإهمال الحقيقة الكاملة لإحداث نوع من الطمأنة المؤقتة أمام تنامي الغضب الشعبي.
أويحيى سيستغل فرصة الندوة الصحفية للحديث عن مناقب الزعيم آيت أحمد ومحاولة استثمار ما قامت به الدولة ورئيس الجمهورية ومن دون شك فلا يمكنه أن ينسى أنه كان ممن تصدوا للرجل أثناء فترة سانتيجيديو والخطاب الإعلامي الذي كان يمر وهو يشغل منصب رئيس الديوان للأمين زروال ساعتها ولهذا سيكون أكثر تحفظا أمام ذاكرة قصيرة لبعض الجزائريين.
الملفات الاقتصادية والاجتماعية ستكون حاضرة لأحمد أويحيى وهو متمكن في حديث الأرقام حتى ولو بطريقة غير مقنعة لكثير من السياسيين، ولكن الندوة فرصة أخرى ليتمكن أمين عام الأرندي المزهو باستمرار حزبه كقوة أولى في الغرفة الثانية ليزيد في التموقع السياسي وإقناع حلفائه بأهميته وعدم الاستغناء عنه أمام وضع متأزم مقبلة عليه البلاد وأمام وجود بعض التسريبات الإعلامية عن إمكانية إبعاده من منصبه وتفريغه للحزب حتى يتمكن من الاستعداد للاستحقاقات القادمة، وهو يعرف أيضا أن خصومه السياسيين هم اآان من حلفائه وليسوا من المعارضة وأن مبررات التوازن والتقليل من الانشطارات الداخلية في دوائر صناعة القرار أصبحت شبه منعدمة.
أويحيى لن يتخلف عن تمرير رسائل حول الملفات الدولية الأساسية على غرار التحالفات الدولية والإقليمية القائمة وخاصة في ملف محاربة الإرهاب إضافة إلى الوضع في الجوار كما أنه مدعو لتسليط الضوء وإعادة تكرار موقف الجزائر حول الصحراء الغربية كما أن ملف الطاقة سيفرض على أويحيى الحديث عن العلاقات الجزائرية مع الدول الأعضاء في الأوبك خاصة السعودية وإيران أمام استمرار التوتر بين البلدين ومعرفة أويحيى بالاستقطابات الدولية القائمة بين البلدين وطبيعة العلاقة الجزائرية بينهما


سليمان شنين

من نفس القسم الوطن