الوطن

وزارة الشؤون الدينية تتجه لتجريم التكفير في الجزائر

بالتنسيق بين عدّة قطاعات وزارية أخرى


أكد بومدين بوزيد مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية، والأوقاف أن الجزائر تتجه إلى تجريم ظاهرة "التكفير"، حيث تستعد لدفع عجلة العدالة نحو سنّ قانون لتجريم التكفير بالجزائر، وذلك بالتعاون مع مختلف القطاعات الوزارية الأخرى، قال ممثل الوزير محمد عيسى في تصريح لـ "الرائد" إن "هذه الظاهرة التي أضحت تصدر من قادة سياسيين على مختلف مشاربهم، وانتماءاتهم السياسية والإيديولوجية، أضحت تهدد أمن الجزائريين، مشيرا إلى أن "هيئة الإفتاء التي لا تزال تنتظر التعديل الدستوري المقبل، ستوضح معالم ذلك القانون المنتظر".
وحول أسباب التفكير بقانون لتجريم التكفير بالجزائر، أكد المسؤول ذاته أن الظاهرة أضحت تشكل خطرا كبيرا على الدين الإسلامي، خاصة في ظل استمرار الحالة "المتعفنة" التي تعرفها الساحة السياسية بالجزائر مؤخرا، مما استدعى وزارة الشؤون الدينية التفكير في تجريم الظاهرة الدخيلة على المجتمع الجزائري، ويرى محدثنا أن "مثل هذه الموضوعات تحتاج إلى نقاش ثقافي وفكري وتصعب معالجتها بالقانون، فقمع هذه العملية بالتشريع لا ندري ما إذا كان سيأتي بنتيجة أم لا"، لكننا سنحاول كبح جماح السياسيين بالجزائر.
ويأتي قانون تجريم التكفير بالجزائر في ظل التلاسن الشديد بين مختلف التشكيلات السياسية، كان آخرها تصريحات عبد المجيد سيدي السعيد الذي سبّ فيها علنا دين كل الجزائريين، وخلق هذا التصرف ضجة وسط العديد من الأطراف السياسية والنقابية، قد عبرّت خلال اليومين الماضيين عن استنكارها لهذا التصرف ووصفته بـ "الانحراف الأخلاقي" و"اللامسؤولية".
وقبلها حصل تلاسن بين الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، وبين زعيمة العمال لويزة حنون، حيث شكك في إسلامها، لترد عليه هي بدورها بالقول: بأعوذ بالله من الشيطان الرجيم كلما رأيتك"، كل هذه الخرجات السياسية ــ التي يراها المتحدث ــ غير عادية، سبقتها تصريحات تكفيرية من قبل طالت مجموعة من السياسيين والمثقفين بالجزائر منهم وزراء بالحكومة الحالية من قبل جبهة الصحوة السلفية بقيادة زعيمها عبد الفتاح حمداش التي شنت السنة الماضية حملة تكفير ضد من تُسميهم الملاحدة والمرتدين، داعية لتخصيص مقابر خاصة بالملحدين، وهي حملة لاقت استهجانا من قبل الجزائريين.
واستهدفت حملة التكفير عدة شخصيات سياسية وفي مقدمتها وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي التي كشفت في كتابها "جزائرية واقفة" الصادر عام 1995 أنها " لا تصلي صلاة المسلمين" وأن " السجود أكبر إهانة للإنسان"، كما وصف حمداش زعيمة حزب العمال لويزة حنون بأنها تروتسكية، وبأنها هي التي تعهدت بالعمل على إزالة الإسلام من مؤسسات الدولة، وإلى جانب هاتين الشخصيتين، هناك شخصيات أخرى على غرار وزير الصناعة عمارة بن يونس الذي صرح بأن عهد " قال الله، قال الرسول" قد ولى، وهناك أيضاً الأديب رشيد بوجدرة.
وفي السياق أكد المتحدث أن ظاهرة التكفير دخيلة على المجتمع الجزائري ولا تحظى بذلك الانتشار، فيما عدا خلال الفترة التي شهدت ظهور الجماعات الإسلامية المسلحة بداية تسعينيات القرن الماضي إبان سنوات العشرية الحمراء

أميرة. أ.

من نفس القسم الوطن