الوطن

اقتصادنا تضرر من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والاتفاق المقبل يجب أن يكون مدروسا !!

الخبير الاقتصادي والمالي سليمان ناصر لـ"الرائد":

• بقلم جريدة الرائد
• نشر في 28 ديسمبر 2015

يرى المحلل الاقتصادي والمالي سليمان ناصر أن اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي لم يكن مدروسا منذ البداية الأمر الذي جعل الاتفاق يسري في صالح الطرف الأوروبي على حساب الطرف الجزائري الذي لم يحقق من هذه الشراكة أية فائدة تذكر بل بالعكس، مطالبا الحكومة بمراجعة هذا الاتفاق على أساس المتغيرات التي طرأت على الاقتصاد الوطني وأخذ بعين الاعتبار مقترحات وآراء الخبراء الاقتصاديين.
وأضاف سليمان ناصر أمس في تصريحات لـ"الرائد" أن الجزائر تسرعت في اتفاق الشراكة بينها وبين الاتحاد الأوروبي مؤكدا أن الأطراف التي تفاوضت مع الاتحاد لم تراع مصلحة الطرف الجزائري في اتفاقها ما خلق شراكة غير عادلة والنتيجة أننا لم نر فائدة من هذه الشراكة، بل بالعكس فإن الجزائر تحولت لبازار للمنتجات الأوروبية دون ترقية للصادرات نحو الاتحاد الأوروبي من الطرف الجزائري ما جعل الميزان التجاري بين الطرفين مختل وبفارق ضخم على مدى العشرة سنوات الماضية. وفي السياق ذاته انتقد الدكتور سليمان عدم إشراك الحكومة الخبراء الاقتصاديين في وضع اقتراحاتها عند إمضاء هكذا اتفاقيات مضيفا أن الأخطاء التي وقع فيها الطرف الجزائري جاء من منطلق انعدام الخبرة والرؤية الاقتصادية الواضحة والاستشرافية.
من جانب آخر قال الدكتور سليمان إنه على الجزائر خلال مفاوضاتها الجديدة مع الاتحاد الأوربي أن تراعي المتغيرات التي طرأت على الاقتصاد الوطني مضيفا أنه عندما تم إنشاء الاتفاق الأول الظروف الاقتصادية كانت مختلفة حيت كانت الجزائر تعيش بحبوحة مالية وأسعار النفط كانت مستقرة، أما الآن فإن الجزائر تعيش أزمة واتفاقها مع الاتحاد الأوربي يجب أن يراعي كل جوانب هذه الأزمة وعلى رأسها انخفاض أسعار النفط وتآكل احتياطي الصرف وما خلق من أزمة مالية مرشحة للتفاقم، معتبرا أن الجزائر أمامها فرصة سانحة من أن تجعل اتفاقية شراكتها مع الاتحاد الأوروبي تحمل منطق رابح رابح.
وأضاف الدكتور سليمان أنه على الجزائر التركيز في مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي على افتكاك اتفاق فيما يخص تحرير البضائع وحركة رؤوس الأموال من جهة وتحرير حركة تنقل الأشخاص من جانب آخر، مؤكدا أن ذلك يمكنه أن يساعد رجال الأعمال والمستثمرين في تنقلاتهم ومنه المساعدة في تطوير الاستثمارات الأجنبية وكذا جلب الاستثمارات للجزائر.
س. ز