الوطن

انتخابات "السينا" استحقاق جزئي برهانات وطنية

توقعات بفوز أصحاب المال أمام هشاشة الرقابة

 


تجرى اليوم انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة في أغلب ولايات الوطن، ويأتي هذا الاستحقاق في ظرف مميز تمر به البلاد بخلاف السنوات الماضية على المستوى الوطني والحزبي أيضا، ورغم أن بعض المراقبين يؤكدون استمرار الشكارة والمال السياسي في شراء أصوات المنتخبين وبشكل واسع ولا يخص حزبا دون أحزاب أخرى وخاصة المرشحين الذين يملكون خزانا محترما من الأصوات ويتعلق الأمر بمرشحي كل من الأفلان والأرندي.
وتخوض قيادة الحزبين المعركة بكل الأدوات الممكنة بالنظر لما ستفرزه من نتائج مستقبلية عليهما في ظل وجود خلافات فرقت بينهما على غرار المبادرات السياسية من جهة وعلى أهمية ما تبقى من استحقاقات وطنية سواء تعلق الأمر بتعديل الدستور أو الحكومة المرتقبة تشكيلها بعد التعديل أو حتى إمكانية إحداث أي انتقال في السلطة.
أما بالنسبة للأفلان فالأمر كذلك يعتبر تحدي شخصي للأمين العام عمار سعداني في أول استحقاق يخوضه بالنظر إلى الانتخابات السابقة كانت تحت قيادة بلخادم، ويريد سعداني أن يحقق انتصارا كاسحا يجيب به خصومه داخل الحزب من جهة ويزيد فيه تموقعا داخل السلطة لينضاف إلى سلسلة "إنجازاته" السياسية من وجهة نظر أصحاب القرار في هذه الفترة.
كما تعد الانتخابات لأحمد أويحيى مصيرية أمام حديث عن إمكانية الاستغناء عن خدماته قريبا حزبيا ومؤسسيا ويريد تمرير رسالة أن الأرندي لازال قوة سياسية ويتمتع بشعبية رغم كل التضييقات التي يشير إليها بعض قيادات الأرندي وأمام وجود إشاعات وربما أحاديث عن تخندق الإدارة مع الأفلان كما هو الحال في الولايات التي يشرف عليها ولاة أفلانيون.
اويحيى يريد أن يستقوي أكثر بهذه الانتخابات ويرفع من أسهمه في الأسماء المتداولة على أعلى هرم السلطة ويفوت الفرصة على غريمه سعداني الذي يؤكد كم من مرة أنه لا يقبل أن يدعم طموحات أويحيى والتي لا تتناسب وحجمه السياسي كما يقول.
الأحزاب الأخرى وباستثناء الأفافس في منطقة القبائل تيزي وزو وبجاية وبدرجة أقل في البويرة لا تتمتع بحظوظ كبيرة فالتكتل الأخضر حظوظه تقريبا قليلة إلا إذا استمر مسلسل التمرد للأحزاب الكبرى والتي لم تمنع التعليمات ولا العقوبات بعض الإطارات من الترشح ومحاولة التخندق وجمع أصوات المنتخبين الغاضبين من أحزابهم وخاصة الذين لم يولوا المسؤوليات على المستويات المحلية بل بعضهم استبعد حتى من التمثيل في المؤتمرات الحزبية وهو ما يدفعه للانتقام اليوم من القيادات الحزبية مركزيا أو ولائيا.
كما أن العداء الذي سببته تصريحات سعداني على الأحزاب مثل حزب لويزة حنون الذي أعلن أنه سيتحالف مع الأرندي في بعض الولايات وسيفعل بعض مناضليه نكاية في الأفلان وهو سلوك ربما ستشهده كتل انتخابية من أحزاب متعددة.
بعض الأحزاب رغم إدراكها عن استحالة فوزها إلا أنها أصرت على الترشح لتبعد الخصومة مع باقي الأحزاب من جهة وتتمسك باستقلالية قرارها من جهة أخرى، مما يمكن أن نشهد في هذه الانتخابات عددا معتبرا من الأوراق البيضاء بل حتى المقاطعة غير المعلنة نتيجة الوضع العام الذي تمر به البلاد ثم أن الهشاشة التي تميز الإدارة وعدم وجود تحسيس حقيقي لأهمية الانتخابات كلها عوامل مهمة في غياب بعض المنتخبين أو تفضيلهم الورقة البيضاء على دعم أي مرشح كان.
الانتخابات قد تفرز في النهاية أصحاب المال وهو أمر يقره كثير من المتابعين وبورصة الأصوات اختلفت من مكان إلى آخر فمن وسائل الوجبات والعزائم المنتشرة إلى الهدايا وصولا إلى الأموال وقد يصل الصوت الانتخابي في بعض الولايات إلى أعلى مستوى وخاصة غدا في نهاية الفترة الانتخابية حيث ينتظر المنتخبون وخاصة في الولايات قليلة العدد أما لغاية نهار أمس فقد وصلت بعض الأصوات إلى 25 مليون سنتيم وقد تفوق هذا العدد ومثل هؤلاء يبيعون مقابل وكالة ممضاة مما يسهل التأكد أو التحقيق مع هكذا مزاعم في مختلف ولايات الوطن

خالد. ش.
 

من نفس القسم الوطن