الوطن

مسلمون يحمون كنائس فرنسا وعنصريون يدنسون مساجدهم

للدفاع عن صورة ديانتهم المحمدية

 


في سابقة أولى من نوعها، سارع المسلمون القاطنون بفرنسا إلى حماية الكنائس في ظل الوضع المتوتر أمنيا جراء التهديدات الإرهابية، في محاولة منهم لدحض كل الشكوك التي ترغب في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، في الوقت الذي لا تزال الحملة المضادة ضدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الصدد، كشف الناشط السياسي، الجزائري المقيم بفرنسا، سفيان بن دوينة، في حديث لـ "الرائد أن الكثير من أفراد الجالية المسلمة بما فيهم العرب أخذوا على عاتقهم حماية الكنائس شأنها شأن المساجد، في محاولة منهم لتوضيح الرؤى للمجتمع الفرنسي الذي لطالما أدان المسلمين والإسلام، بغية التأكيد على نظافة الديانة المحمدية واحترامهم للمقدسات الأخرى، مشيرا أن الوضع الذي يوصف بالتوتر في فرنسا دفع بالسلطات الفرنسية إلى فرض الرقابة على الكنائس تخوفا من وقوع اعتداءات إرهابية، من خلال تفتيش مرتاديها قبل دخولهم لها، خاصة وأن هذه الفترة تتزامن واحتفالات عيد الميلاد التي دأب على إحيائها قاطنو فرنسا كل سنة.
كما أوضح بن دوينة، أنه بالرغم من عدم حدوث اعتداءات عنصرية بأغلب ضواحي فرنسا منذ حوادث باريس الأخيرة، إلا أن، الوضع لا يبعث على الارتياح، واصفا ذلك بـ "الهدوء الذي يسبق العاصفة"، حيث رجح عودة ظاهر "الإسلامافوبيا" للواجهة من جديد، ليبرز الحملة المضادة للإسلام والمسلمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال تهجمات عنيفة على كل شخص مسلم يقطن بفرنسا أو له أصول إسلامية وعربية، على حد قوله.
أما فيما يخص، أحداث كورسيكا التي انطلق ليلة 24 ديسمبر الجاري بعد حرق مزبلة من طرف مغاربة واستدعائهم للشرطة والمطافئ الذين تم الاعتداء عليهم، وما تلاها من مظاهرات من طرف السكان الأصليين مطالبين بعقاب المتورطين، فيما اتجه آخرون إلى الحي وقاموا بتكسير أبواب العمارات ومطعم، بل وصل بهم الأمر إلى تخريب مسجد الحي وتدنيسه وحرق المصاحف مرددين شعارات عنصرية، وهو ما دفع بالمسؤول الأول عن المقاطعة إلى اتخاذ قرار منع التظاهر أول أمس السبت، قرار لم يستسغه السكان الذي قرروا الخروج في مظاهرات أخرى الأمس، وفقا لبن دوينة.
وفي السياق ذاته، وصف محدثنا الأحداث السالف ذكرها بـ "المفتعلة"، نظرا لعدة اعتبارات أولها أن جزيرة فرنسا تريد الانفصال عن فرنسا، كما أن فوز الانفصاليين في الانتخابات الأخيرة الجهوية شجعهم على ذلك، خاصة وأن ـ يضيف ـ الفائز في المقاطعة تحدث بلغة الجزيرة عوض الفرنسية، وهو ما اعتبره البعض بالرسالة القوية الموجهة للحكومة الفرنسية، حسب محدثنا.
أميرة. أ

 

من نفس القسم الوطن