الوطن

علينا تثمين دور المؤسسة العسكرية ودعمها لمواجهة التحديات

الحديث عن تقلص رقعة سيطرة "داعش" سابق لأوانه، ميزاب:

 

  • التنظيم لا يزال يسيطر على محاور أساسية سواء بالعراق أو في سوريا وحتى ليبيا


شكك مختصون في الدراسات الأخيرة حول التنظيمات الإرهابية، ولعل آخرها الدراسة الأمريكية التي أشارت إلى تقلص رقعة سيطرة تنظيم "داعش" على أراضي في سوريا والعراق، حيث وصفها الخبير الأمني أحمد ميزاب بـ "المبهمة" والتي تحمل صبغة سياسية، مؤكدا على أن خطر تمدد "داعش" باتجاه الدول المغاربية وفي مقدمتها ليبيا ودول الجوار، يدفع بالمؤسسة العسكرية الجزائرية إلى رفع حالة التأهب والحيطة والحذر، مطالبا الجزائريين بتثمين دور المؤسسة العسكرية في ظل العواصف والجبهات الخطرة المفتوحة والتي حافظت لحد الآن على استقرار البلد، ليدعوهم لدعمها ومساندتها في إطار الجبهة الوطنية الداخلية، مقللا من مسألة استنزاف الجيش الوطني.
أوضح المحلل الأمني أحمد ميزاب في اتصال لـ "الرائد"، حول الدراسة الأمريكية التي أشارت إلى تقلّص رقعة سيطرة تنظيم "داعش" على أراضي سوريا والعراق، أولا السؤال الذي يطرح نفسه حول الدراسة التي يمكن وصفها بـ "المبهمة"، يقود إلى الاستفسار حول سبب ذلك التقلص، فإن كان راجعا إلى التحالف الدولي ضده، شكك ميزاب في ذلك، على خلفية أنه ساهم في انتشاره وتمدده أكثر وتغذيته، أما أن كان تقلصه منذ بداية الضربات الجوية الروسية، فأشار إلى أنه يمكن القول ذلك إلى حد ما، لكن ـ يضيف ـ ليس بشكل كبير، على اعتبار أن إفرازات التدخل الدولي ضد التنظيم الإرهابي بقيادة أمريكيا يعيد رسم استراتيجية توسعته من خلال إعادة الانتشار، في إشارة منه لهجومه على منطقة ليبيا وهيمنته على المحاور الأساسية بها.
وفي تعليقه حول ذات الدراسة الأمريكية، قال المختص الأمني، "إنه علينا أن لا ننظر لنصف الكأس الفارغ، بل يجب النظر للكأس ككل، حيث لا يمكن الجزم بتقليص رقعته ونشاطه وقد قام منتصف شهر نوفمبر بهجمات واعتداءات بلغ صيتها العالم بأسره في العاصمة الفرنسية باريس"، ليستطرد بالتشكيك في محتوى الدراسة التي تحمل حسب تعبيره صبغة سياسية أو شيء ما، خاصة بعد تأكيده مجددا على أن "داعش" وُجد في إطار تنفيذ أجندة معينة، وزواله مقرون بانتهاء مهمته، حيث أنه سابق لأوانه التحدث عن ذلك، لذا ـ يضيف ـ فهو ما زال يسيطر على محاور أساسية سواء بالعراق أو في سوريا وحتى ليبيا اليوم.

المؤسسة العسكرية تعتمد في مكافحتها للإرهاب على الحرب الاستباقية

وفي رده حول تحكم الجزائر في الوضع بالرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها، شدّد الخبير اللوجستيكي، على ضرورة تثمين دور المؤسسة العسكرية أكثر من أي وقت مضى كواجب لكل الجزائريين حيالها، خاصة في ظل العواصف والجبهات الخطرة المفتوحة على أكثر من صعيد في وقت حافظت ولا تزال تحافظ على استقرارا البلاد وحماية سيادتها، داعيا بالمناسبة، جميع الجزائريين على مختلف مستوياتهم ومشاربهم إلى دعم الأجهزة الأمنية والمحافظة على درجة الانخراط فيها للجميع في إطار المشاركة، وهذا من أجل مواجهة التحديات الراهنة، دون إغفال أن الجزائر سبق وأن خاضت التجربة في مكافحة الإرهاب وتعرف الظاهرة جيدا وكيفية تحرك الإرهابيين ومخططاتهم وكل ما يدور حول ذلك.
أما عن رهان استنزاف القوات العسكرية يوما بعد يوم، أكد محدثنا أن التحرك ومحاربة الإرهاب يستدعي رفع مستوى التأهب والحيطة والحذر، وهو ما دأبت عليه المؤسسة العسكرية، التي تعتمد في مكافحتها للإرهاب على الحرب الاستباقية، لكن ـ يضيف ـ يبقى الدعم والإسناد من الجميع يساهم في تخفيف العبء والمساعدة، خاصة وأن المنطقة اليوم "ملتهبة" و"متفجرة" وهو ما يجعل رفع حالة التأهب أمر لا مفر منه، في ظل التحديات، وتابع "ليبيا ترقد على مستودع للسلاح المنتشر عبر ربوع أراضيها والغير محصور في جهة، ناهيك عن عدد المقاتلين، وكذا الجبهة المتوترة بمالي والنيجر، ومنظمة "بوكو حرام"، إضافة إلى تجارة المخدرات، كل هذه الجبهات تدفع بالمؤسسة العسكرية إلى تبني استراتيجية قوامها الحيطة والحذر".
وفي الأخير اختتم ميزاب، حديثه بدعوته لجميع الجزائريين من أجل الانخراط في صف واحد لدعم المؤسسة العسكرية والأمنية، حتى وإن كان معنويا فقط، من خلال جبهة وطنية داخلية تكون كمناعة للوحدات الجيش.
أميرة. أ

من نفس القسم الوطن