الوطن

حنون تشرب من الكأس الذي سقت به نادية لعبيدي

بعدما استفادت ولعقود من الزمن من وضع خاص مع الرئيس



تستقطب لويزة حنون في الفترات الأخيرة اهتماما إعلاميا كبيرا نتيجة دخولها في صراع مع جزء من السلطة وتستعمل في صراعها هذا تراكم الثقة التي أولتها لها الرئاسة في العهدات السابقة وحتى باقي المتنفذين في النظام، وهو ما جعل الكثيرين في حرج من الرد عليها أو الدخول معها في مهاترات وهي اليسارية التروتسكية المعروفة بقدرتها على إنتاج العبارات الجارحة والمؤذية على الخصوص.
ولكن يبقى السؤال المحير للكثيرين لمصلحة من تشتغل لويزة حنون؟ وماذا تستهدف من خلال موقعها الجديد واستقطابها لبعض الشخصيات المؤثرة والتي ترتبط بهم بعلاقة خاصة المجاهدة زهرة ظريف بيطاط والوزيرة السابقة خليدة تومي وبعض المثقفين وورطت حتى المجاهد لخضر بورقعة الذي يكون قد أسرّ لبعض أصدقائه أنه تورط في مجموعة 19 وأنه لم يجد مع من يناضل بل أن خروجه من المجموعة وشيك، المجموعة أحد أدوات حنون في التموقع والابتزاز ومحاولة العودة إلى المكانة التي كانت عليها في الفترة السابقة مع الرئيس وعن طريق الوساطة العائلية، ولكن التغيرات التي حدثت في الفترات السابقة غيبت لويزة عن الحضور في بعض المشاهد، مما أدى بها إلى أن تمارس مناورات الاستقواء والرجوع مستفيدة من الحالة العامة للبلاد بل ركبت موجة الدفاع عن الفريق توفيق حتى وإن حاول البعض ربطها به منذ القدم.
لويزة بدأت تتجرع من الكأس الذي حاربت به الوزيرة السابقة نادية لعبيدي التي اتهمتها لويزة دون تقديم أي أدلة وشهرّت بها في وسائل الإعلام بسبب واحد أن الوزيرة فتحت ملف تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية والتي يقول كثير من المتابعين أنه مورط بشكل كبير لصديقتها وحليفتها في مجموعة 19 خليدة تومي ولم توفيّ لويزة بوعدها كسعداني وتسحب الحصانة منها بعد أن طالبتها الوزيرة السابقة لعبيدي في المحكمة.
لويزة اليوم تعاني من ملفات تملك هي رد الفعل من خلال جر أسماء أخرى معها على قاعدة عليّ وعلى أعدائي وهي تدرك أنها كلما تكلمت عن أسماء فستجد لها صدى نتيجة انتشار الفساد في بعض الساسة المعتمد عليهم في المرحلة السابقة.
لويزة الكل يدرك أنها لا تحظى بالتمثيل الشعبي وأنها بعيدة كل البعد عن أن تحدث تهديدا سياسيا ولا مجتمعيا بقدر قدرتها على خلق الفوضى السياسية وتعطي الحجة للمعارضة بحكم تحالفاتها السابقة مع الرئيس أو بعض من محيطه بدرجة أقل.
لويزة تعرف جيدا أن إزاحتها السياسية قد قربت وأن عوامل الإزاحة كثيرة جزء منها داخلي نتيجة التركيبة القيادية في الحزب وطريقتها في تسييره وهي تعرف بأن إطارات مهمة تنتظر لحظة التخلي النهائي للسلطة عنها لتنصرف وربما لتحدث انقلابا داخليا، وكثيرا ما حاولت الحفاظ على استقرارها الداخلي من خلال العلاقة بالسلطة والدعم السخي لها في لقاءاتها المتعددة وهي تدرك أن طلبات الحجز التي تؤجر بها القاعات من أين كانت تأتي، وتعرف أيضا أن قوة تحملها لحملات البعض حتى وإن كانوا ليسوا بالنزاهة المطلوبة قليلة أن لم تكن منعدمة.
لويزة حنون تقتات كغيرها من الوضع العام والهشاشة التي لا زالت تميز النظام وأيضا من الأخطاء التي ترتكبها الحكومة وطريقة تسييرها للملفات العامة وهي زيادة عن المعارضة تستفيد من وضعها الخاص وتعامل الإعلام بما فيها الرسمي وتفضيلها عن غيرها وهي بذلك تعرف وهذا ربما السر الوحيد في مقاومتها أن الحاجة إليها ربما ستكون ضرورة في قادم الأيام وخاصة أنها من القلائل الذين أتقنوا دور الأرانب في العهدات الثلاث الماضية.
طريقة الظهور والعبارات التي استعملتها لويزة حنون في الفترة السابقة توحي أنها في ورطة وتبحث عن سبل الخروج، فهل ستنقذها السلطة مرة أخرى أم أننا أمام تغيير وبدايات تحول وصناعة خريطة سياسية أخرى؟

سليمان شنين

من نفس القسم الوطن