الوطن

أجهزة تشويش، إقصاء مواضيع الحفظ وتهديد بالعدالة لكل أستاذ يتورط في الغش!!

بن غبريط تتبنى تدابير جديدة لبكالوريا 2016



أعلنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط عن إعادة تغيير طريقة إعداد مواضيع الامتحانات الوطنية وعلى رأسها شهادة البكالوريا التي أعلنت أنها لن تكون مستقبلا كغيرها من السنوات الماضية، حيث سيتم فيها إلغاء أسئلة الحفظ وتعويضها بالأسئلة على أساس الفهم والتوجه نحو كفاءات فكرية عالية المستوى كالتحليل والتلخيص والنقد، هذا فيما حذرت القائمين على الامتحانات من التورط في أي أشكال لمساعدة تكرار غش دورة جوان 2015 وحتى الغش الجامعي في 2014 و2013.
وفي ردّها على سؤال كتابي للنائب عضو جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي حول مسألة الغش في الامتحانات الوطنية، أنه حان الوقت من أجل العمل على التشاور حول نظام إعداد المواضيع الذي يقوم على أساس الحفظ والاسترجاع حاليا، والذي شكل محورا أساسيا من المحاور التي طرحت للنقاش خلال جلسات شهر جويلية، قائلة "أن مصالحها تعتزم بالعمل على تغيير طريقة أعداد مواضيع الامتحانات وذلك من خلال التقليص من الحفظ قصد التعلم والتوجه نحو كفاءات فكرية عالية المستوى كالتحليل والتلخيص والنقد".
هذا وسلطت الوزيرة على مجموعة من إجراءات سيتم تطبيقها خلال الامتحانات الوطنية المقبلة لجوان 2016، والمتمثلة في مكافحة الاستخفاف والتساهل الذي يميز سلوك الكبار، ومكافحة السلوك الشعبوي المبني على اعتقادات خاطئة لفعل الخير، حيث يعتقد الكثير أنهم يقومون بفعل الخير وهم يملون الإجابة للتلاميذ.

بن غبريط تكشف عن الإيقاع بمن هدد بسلامة باك 2015
 
وفي تقييمها للإمتحانات الرسمية، أكدت الوزيرة أنه إيجابي على العموم، كون الامتحانات جرت في ظروف حسنة بشكل عام، وذلك رغم حملة غير مسبوقة على شبكات التواصل الإجتماعي وبعض حالات الغش المعزولة والفردية، تم اكتشافها في وقتها وتم التبليغ عنها من طرف المؤطرين في مراكز الإجراء بتقارير رسمية، مضيفة أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها ضد المعنيين، كما أشارت إلى أن الأمر لا يعني عدم مواصلة الجهد لمحاربة هذه الظاهرة، مع الإشارة إلى أن المترشحين الذين ارتكبوا غشا تم معاقبتهم بعدم المشاركة في الامتحانات لمدة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات بالنسبة للنظاميين و10 سنوات بالنسبة للأحرار—تضيف الوزيرة-- كما تعرض المؤطرون بمختلف فئاتهم لإجراءات تأديبية صارمة.
وفيما يتعلق بالغش باستعمال تكنولوجيات الجيل الثالث، أوضحت بن غبريط أنه سيتم معاقبة كل من يشارك في أعمال الغش بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مجددة ذكرها أن الغش ظاهرة عالمية والجزائر بدورها عملت على محاربتها بكل الوسائل مدللة ردّها بفتح النقاش حول المدرسة الجزائرية بمشاركة جميع المعنيين وذلك خلال الندوة الوطنية لتقييم تطبيق إصلاح المدرسة شهر جويلية 2015.
كما اعترفت الوزيرة أنها سجلت نقائص في الإمتحانات الوطنية، دون تسجيل اختلالات على المستوى البيداغوجي والعلمي، مشيرة إلى أن امتحان اللغة العربية في امتحان نهاية مرحلة التعليم الإبتدائي لا علاقة له بالموضوع في دورة 2008، كما أن وجه التشابه يكمن في السند فقط أي نص الإختبار، أما فيما يخص الأسئلة أوضحت بن غبريط أنها مغايرة تماما من حيث البناء والمحتوى، باعتماد المقاربة بالكفاءات، عكس ما كان معتمدا بالمقاربة بالأهداف في موضوع سنة 2008، من جهة أخرى أكدت الوزيرة أن ما جاء في موضوع اللغة العربية للشعب العلمية خطأ متمثل في إسناد القصيدة إلى غير صاحبها، وقع سهوا عن غير قصد وتم اتخاذ الإجراءات التأديبية ضد أعضاء معدي هذا الموضوع.
وفي تكملة ردها قالت الوزيرة "أما إذا كان النائب المحترم يقصد إرسال صفحات من بعض المواضيع بوسائل تكنولوجيا حديثة إلى مواقع التواصل بعد إجراء بعض الاختبارات وتوزيع المواضيع على المترشحين فهي معزولة وتم التعرف على أغلب منفذيها بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني من بينهم مترشحون وبعض الأولياء الذين سخروا لأبنائهم أجهزة متطورة وشرائح من نوع 3جي وتم إحالتهم على العدالة، وفي هذا الصدد فإن الوزارة تنوي تركيب أجهزة التشويش على الهواتف النقالة نهائيا على هذه السلوكات المخلة بالأخلاق التربوية".
وأشارت في الجانب التنظيمي "لقد تمكنت من تفادي اختلالين مهمين مشيرة "أن تسرب مواضيع الامتحانات، حيث رغم محاولة بعض المغرضين نشر تكهناتهم وتوقعاتهم ساعات قليلة قبل انطلاق الامتحان حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أسئلة مزورة من بينها مادة العلوم الإسلامية لكن الواقع أن تلك التكهنات خاطئة وكان القصد منها إثارة البلبلة والتشويش على أذهان المترشحين وعليه فلم يحدث أي تسريب في أي موضوع وكل المواضيع التي تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي قبل إجراء الامتحان غير صحيحة ولا علاقة لها بالمواضيع التي امتحن فيها المترشحون".


عثماني مريم

من نفس القسم الوطن