دولي

هنية: الانتفاضة تجاوزت ثلاثة عقبات وتحتاج لأربعة مسارات

أكد أنه لا مفاوضات مع الاحتلال سوى البندقية والحجر



أكّد إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، أنه لا مفاوضات مع الاحتلال الصهيوني إلا عبر الحجر والبندقية، داعياً إلى الانفتاح على الأمة العربية والإسلامية والتفاعل مع المجتمع الدولي.
وأشار هنية خلال كلمته في مؤتمر لمؤسسة القدس الدولية بعنوان "الواقع الثقافي والاجتماعي في مدينة القدس وسبل النهوض" إلى أربعة مسارات تحتاجهما الانتفاضة في المرحلة الحالية، أبرزها هو تعميق روحها وتوسيع دائرة المنخرطين فيها، وامتلاك كل أوراق القوة، والتحرك في كل الاتجاهات على قاعدة المقاومة وحماية الانتفاضة. وأوضح أن الانتفاضة تجاوزت ثلاث عقبات مهمة، وهي حمايتها من الاحتواء السياسي، وشدة القمع الصهيوني، وعقبة الإغراءات والتسهيلات، لافتاً إلى أن الانتفاضة انطلقت من أجل تحقيق أهدافها الوطنية بالحرية والعودة والاستقلال. وأكّد القيادي الفلسطيني في المسار الثاني، على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية في ظلال الانتفاضة، مبيناً أن الوحدة الميدانية التي شكلتها روح الانتفاضة يجب أن تنتقل إلى كافة المستويات السياسية حتى يجري التكامل في الأداء. وأضاف: "هذا يتطلب الاتفاق على استراتيجية وطنية والالتفاف حول هذه الانتفاضة والانخراط بها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة الدعوة لعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير ليبحث في كيفية حماية المقاومة وتوفير عوامل الصمود لها.
ودعا هنية في كلمته، إلى المزيد من الانفتاح على الأمة العربية والإسلامية وتعزيز العلاقات مع كل الشعوب العربية والإسلامية، وقال: "نحن ندرك أن هناك اضطراب هائل في الإقليم، فمطلوب منا أن نتحرك في المربع المشترك والأولوية بالنسبة لنا قضية القدس وفلسطين، وكيف نحمي الانتفاضة، وكيف نحشد لها كل الدعم لكي تستمر وتصل إلى محطتها". ومضى يقول: "كفلسطينيين يجب ألا نكون في إطار المحاور أو محسوبين على هذه الجهة وتلك الجهة، نحن محسوبون فقط على فلسطين والقدس، وأن نكون في مزيد الانفتاح، ونحن مع أن يكون إنزال سياسي خلف خطوط الاضطراب الحاصل في الإقليم، فنحن نريد أن نتحدث مع الجميع إلا مع الاحتلال، لا مفاوضات ولا حوارات معه إلا عبر البندقية والحجر".
وشدّد نائب رئيس مكتب حماس السياسي، على أن يكون هناك مزيدا من التفاعل مع المجتمع الدولي، مضيفاً: "خاصة أن هناك بدايات في تغيير ملموس في الرأي العام الغربي من حيث الشعوب تجاه الاحتلال وتجاه الوضع الفلسطيني، وهذا مؤشر مهم أن حقبة تزييف الوعي وسيطرة الرواية الصهيونية بدأت تتراجع، وهو يعود لصمود شعبنا وعمق مظلوميتنا، وعلو العنف الصهيوني ضدنا، وبداية اكتشاف هذه الشعوب لحالة الزيف الذي عاشته طويلاً". وأشار هنية إلى أن انتفاضة القدس أسقطت نظريات بنيت طوال السنوات الماضية، موضحاً أن نظريات جديدة تُبنى اليوم قائمة على مفهوم الممانعة والمقاومة والصمود والتحدي وإعادة تصحيح البوصلة ليس فقط للشعب الفلسطيني بل للأمة كذلك. وقال هنية: "نستطيع أن نقول أن الانتفاضة وعلى مرور شهرين ويزيد استطاعت أن تسقط مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك"، لافتاً أن الشعب الفلسطيني أمام مرحلة جديدة وواعدة قد لا تكون لها نهاية إلا بتحرير الأرض والقدس. وجّدد القيادي في "حماس" تأكيده على أن الانتفاضة لم تخرج في كل ما في جعبتها بعد، وهي في بداية الطريق، وقال: "مخزون المقاومة لدى هذا الجيل لا يتخلله الاحتلال، وهذا الشعب حينما يقرر لا أحد يمكن أن يوقف زحفه نحو أقصاه ومقدساته". ومضى يقول: "كل المخططات لن تمر، وكل محاولات العدو ومن يقف معه لن يكتب لها النجاح، ولا وصاية للاحتلال الصهيوني على الأقصى، ولا سيادة للعدو في القدس والأقصى، ولا تقاسم وظيفي ولا زماني ولا مكاني في داخل القدس والأقصى".
أمال. ص

من نفس القسم دولي