الوطن

الليبيون يوقعون الاتفاق مع ترحيب دولي واستمرار الرفض الداخلي

في انتظار حراك الشارع الليبي


انقسم الشارع الليبي عشية التوقيع على حكومة الوفاق الوطني الجديدة ما بين موافق ومعارض على الاتفاق السياسي الليبي الخميس في الصخيرات، ورغم الحضور الواسع للنواب من المؤتمر والمجلس الوطني حيث وقع طرفا النزاع في ليبيا أول أمس الخميس في مدينة الصخيرات المغربية اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة، يمهد لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإنهاء حالة الفوضى التي تعم البلاد واعتبر المبعوث الأممي الاتفاق بالتاريخي ويؤسس لانتقال سياسي سلمي في ليبيا.
واتفقت هذه الأطراف على تعيين علي القطراني، وعبد السلام قاجمان نائبين لرئيس الوزراء فايز السراج وينص الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني تقود مرحلة انتقالية من عامين، تنتهي بإجراء انتخابات تشريعية، وكان أبوسهمين وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب، أكدا في مؤتمر صحفي عقب لقائهما في مالطا، أن الذين سيوقعون على اتفاق الأمم المتحدة الخميس لا يمثلون مجلس النواب، ولا المؤتمر، وأنهم يوقعون عليه بصفتهم الشخصية وقال عقيلة في بيان أصدره أمس بعد التوقيع على الاتفاق " أن الليبيين لن يرضوا بهذه الصيغة لفرض حكومة تتعارض تماما مع الكرامة الوطنية، وشاب تكوينها طائفة من المثالب القانونية، ولم يكتب لها أن تكون نتاج حوار ليبي ليبي"، وأضاف " إننا لا نقبل أن تفرض علينا الحلول المعدة سلفا وإن تم توريدها عن طريق ليبيين، لأنها لن يكتب لها النجاح"، مشدداً "إن ما يتخذ من قرارات أو ما في حكمها باسم مجلس النواب خارج قبة البرلمان لا يكون دستوريا ولا قانونيا".
وهدد رافضون للاتفاق إخراج مسيرات شعبية في طرابلس وبعض المدن الليبية في الوقت الذي رحبت فيه جماعة الإخوان المسلمين بليبيا بالاتفاق ودعت إلى تغليب لغة العقل والحكمة.
ورغم تضارب الآراء الليبية حول الاتفاق إلا أنها تجمع في معظمها على ضرورة حقن الدماء ونزيف هدر الأموال، وحاجة البلاد إلى الاستقرار لضمان عودة الحياة الآمنة وحفظ هيبتها أمام العالم ويأمل الليبيون أن تعود المحاكم ومؤسسات الدولة إلى العمل وأن تهتم الحكومة الجديدة بقضايا الحرب على الإرهاب وتطوير قطاعات التعليم والصحة والإسكان.
وعبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج عن أمله في أن يجد تطبيق الاتفاق السياسي الموقع دعما محليا ودوليا، وناشد السراج في تصريح لـ"راديو سوا" الشعب الليبي الانضمام إلى مسيرة السلام والعودة إلى الحياة الطبيعية وقال أن الحكومة ستعود إلى طرابلس بعد تشكيلها، لكنه أعرب عن أمله أن تكون الأوضاع الأمنية مناسبة لنقلها إلى هناك، ولخص مارتن كوبلر التحديات في أربعة ستختبر الحكومة الوطنية الليبية القادمة، تشمل مواجهة الأزمة الإنسانية المتردية، والدخول في حوار أمني شامل، والقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية داعش وغيره من الجماعات المتشددة التي تسعى للتمدد في ليبيا، والانتباه إلى بنغازي ومناطق أخرى في جنوب البلاد.
في غضون ذلك، رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتوقيع الاتفاق. وقال في بيان أن الولايات المتحدة تحيي الأطراف الليبية "الشجاعة" التي وقعت على الاتفاق الذي من شأنه أن "يعيد بناء ليبيا من جديد، والذين عقدوا العزم على دفع مصالح بلادهم إلى الأمام"، وحث كيري الليبيين على القيام بدور في عملية الانتقال السياسي ودعم الاتفاق النهائي وجمع شملهم خلف حكومة الوفاق الوطني.
كما دعا الاشتراكيون الأوروبيون والذين يمثلون ثاني مجموعة سياسية في البرلمان الأوروبي، أمس الجمعة، جميع الأطراف والفعاليات الليبية إلى الانضمام إلى اتفاق الصخيرات ودعم تشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا وأعلنت المجموعة الاشتراكية استعدادها للتصويت لصالح حزمة الدعم التي قرر الاتحاد الأوروبي تقديمها إلى ليبيا.
خالد. ش

من نفس القسم الوطن