الوطن

تأجيل توقيع اتفاق الصخيرات إلى اليوم رغم الضغوطات والتهديدات الدولية !

استمرار الحراك الليبي ليبي بين متحفظ ومتحمس



انتهى لقاء رئيسي المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب الليبي كل من عقيلة صالح ونوري أبو سهمين الذين عقدا لقاء بمالطا مساء الثلاثاء المنقضي ولأول مرة منذ اندلاع الأزمة الليبية بدعوة الأمم المتحدة إلى التريث وعدم التعجل في تنفيذ الاتفاق وقررا إنشاء لجان مشتركة تخفف وتقلل من الخلافات الليبية، وألقت هذه الخطوة بظلالها على لقاء أمس الذي كان مقررا بمدينة الصخيرات المغربية من أجل التوقيع على الاتفاق كما كان مقررا منذ لقاء تونس الأخير، وفي وقت تم فيه تحديد موعد اليوم الخميس من أجل القيام بهذه الخطوة لا تزال التوقعات حول دنو الموعد المحدد للاتفاق في ظل وجود حراك ليبي- ليبي من جهة ومن جهة ثانية وجود أطراف متحفظة.
ويأتي هذا اللقاء بعد ما أشار بعض الدبلوماسيين الغربيين أن "رئيسي البرلمانين هما العقبة الرئيسية أمام دعم اتفاق الأمم المتحدة، والتصويت عليه، وإن عقوبات قد تفرض عليهما إذا تم توقيع اتفاق بدونهما "وتضمن بيان الاتفاق بين الرئيسين ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني تمثل كل الليبيين وتحقق أهداف ثورة 17 فيفري، وتكون قادرة على قيادة وإدارة البلاد خلال ما تبقى من المرحلة الانتقالية والتأكيد على أن اللقاء وما سبقه وما يتلوه من لقاءات تتم في إطار عملية الحوار التي تشرف عليها بعثة الأمم المتحدة، ولا تشكل أي خروج عنها، وإنما هي استكمال وتصحيح لبعض مخرجات الحوار ودعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ورئيسها مارتن كوبلر أن ترعى هذه الجهود، وتعطيها الفرصة الكافية والدعم اللازم، وألا تتسرع في اتخاذ أي خطوات من شأنها فرض المخرجات الحالية لمشروع الاتفاق السياسي، دون حل المعضلات التي يطرحها هذا المشروع، والتي حالت دون اتفاق شامل توافقي على حكومة وفاق وطني، ويعبر الرئيسان عن عزمهما على الإسراع في حل المشاكل المتبقية التي تحول دون التوافق اللازم، لإنجاز الحل السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وقال رئيس مجلس النواب المنتخب الذي يعمل من الشرق، عقيلة صالح، للصحافيين إنه التقى برئيس المؤتمر الوطني العام ومقره طرابلس، نوري أبو سهمين، لإيجاد حل للأزمة الليبية، وإبلاغ العالم بأن الليبيين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم وأضاف أنه ما من شك أن الليبيين يحتاجون إلى مساعدة المجتمع الدولي، لكنهم يرفضون أي ضغوط من الخارج. وذكر أنه لا يمكن لأحد الضغط عليه أو حمله على تغيير رأيه وقال أبو سهمين أن رئيسي البرلمانين سيبحثان بنوداً من اتفاق الأمم المتحدة، لكنه طلب من المجتمع الدولي اعتبار اجتماعهما وسيلة إلى توافق ليبي.
وقال رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح إنه لم يكلف أي شخص بالتوقيع على الاتفاق السياسي الأربعاء في منتج الصخيرات في المغرب وطالب عقيلة صالح بعثة الأمم المتحدة بتأجيل طرح أسماء مرشحي حكومة الوفاق الوطني حتى يكون هناك توافق ليبي حولها.
وأضاف رئيس مجلس النواب بأننا نطمئن الشعب الليبي الذي أوجه له التحية باتفاق الجميع على محاربة الإرهاب ونطالبهم بالصبر والتحمل من أجل ليبيا، وأكد عدم وجود أية ضغوطات خارجية أو من الداخل مورست على رئاسة المجلس للقائه بنوري بو سهمين. وشدد صالح على أننا مسلمون وبإجماع الأمة الصلح جائز شرعاً ولا يمكن لأي ليبي أن يرفض اللقاء مع أخوته من أجل المصالحة وأضاف عقيلة صالح اتفقنا على تشكيل لجان ستبدأ عملها اليوم الأربعاء لمعالجة نقاط الاختلاف وتتولى دراسة الأمر للوصول إلى نتائج طيبة ترضي الشعب الليبي مؤكداً أن الجميع يريد أمن واستقرار ليبيا.
ولم يصدر إعلان فوري عما إذا كان التوقيع سيتم أم لا، ولم تلتزم الأطراف الليبية بمهل وتواريخ مفاوضات أعلنت من قبل.
من جهتها أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن دعمها للشعب الليبي في حفاظه على وحدة أرضه ومؤسساته. وشددت البعثة في بيان لها، “على إلتزامها بسيادة ليبيا ورفضها أي تدخل أجنبي في أرضها”، مشيرة إلى الحاجة الملحة لحكومة وفاق وطني للتصدي للتحديات التي تواجهها، وعلى كافة الصعد، الإنسانية والاقتصادية والأمنية. وهدد البيان، بإخضاع المسؤولين عن العنف والذين يعرقلون أو يقوضون الإنتقال الديمقراطي في ليبيا للمساءلة الدقيقة، مضيفًا أن الأمم المتحدة تقر إقرارًا كاملًا بالإتفاق السياسي الليبي والمؤسسات المنبثقة عنه، وتتعهد بدعم حكومة الوفاق الوطني بصفتها الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا. وأشارت البعثة إلى وقف الاتصالات الرسمية مع الأفراد الذين يدعون أنهم جزء من المؤسسات التي لم يقرها الإتفاق السياسي الليبي، مناشدةً الأطراف كافة بقبول الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار في جميع أجزاء ليبيا.
وقد أعلن أمس أيضا أبوبكر سعيد أن مراسم التوقيع على الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين بمدينة الصخيرات المغربية والتي كان مقررا لها اليوم الأربعاء قد تأجلت إلى بعد غد الخميس وأضاف سعيد، في تصريح الليلة، أن سبب تأجيل مراسم التوقيع على الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين، لتمكين كل المدعوين من الحضور، كما استنكر عضو مجلس النواب، عبد المنعم بالكور، اجتماع رئيسي المؤتمر والبرلمان في مالطا، مؤكدًا توقيع الاتفاق السياسي الخميس الموافق 17 ديسمبر الجاري وأضاف بالكور أن رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح قويدر، لا يمثل إلا نفسه، لأنه خالف إرادة غالبية الأعضاء، مؤكدًا أنه أصبح في نظر النواب فاقدًا للشرعية التي اكتسبها في السابق من ثقتهم به داخل القاعة


خالد. ش

من نفس القسم الوطن