الوطن

هل سيحرم "التقشف" الجزائريين من الاحتفالات

أغلب الأسر لجأت إلى الاقتصاد في المصاريف


اتخذت أغلب العائلات الجزائرية هذه الأيام منحى تقشفيا في مصاريفها في محاولة للتأقلم مع الوضع الاقتصادي الحالي ومواجهة موجة التهاب الأسعار مطلع 2016، وكانت البداية بالاستغناء عن بعض العادات والاهتمامات وعلى رأسها احتفالات المولد التي ستكون على الأرجح هذه السنة دون مفرقعات زد إلى ذلك احتفالات رأس السنة وبعدها يناير.
لم يُخطر الجزائريون بخطة تقشف واضحة إثر انهيار أسعار البترول، إلا ما تعلق بخطابات الحكومة، كانت تطمئن في البداية لتصدم بعد ذلك ما جعل أغلب الأسر في حيرة من أمرها حيث لم تجد العائلات الجزائرية محدودة الدخل من حل لمواجهة ما حمله قانون المالية 2016 من ارتفاع في الأسعار سوى تغيير عاداتها واهتماماتها ومقاطعة بعض المظاهر التي كانت تصنعها في الاحتفالات كالمولد النبوي الشريف وكذا رأس السنة ويناير، فيكفي القيام بجولة سريعة على أسواق العاصمة لمعرفة مدى التخوف الذي يعيشه الجزائريون مما هو قادم خاصة وأن بوادر قانون المالية 2016 بدأت في الظهور أسابيع قبل حلول العام الجديد، أين عرفت بعض المواد الاستهلاكية ارتفاعات في الأسعار غير مبررة، في حين عرفت مواد أخرى مستوردة ندرة جهلت أسبابها ما دفع الجزائريين إلى الدخول في مقاطعة غير معلنة لكل ما هو كمالي ويدخل في سياق التبذير منها المفرقعات التي تشهد تراجعا في الإقبال عليها هذه السنة، فبإجراء مقارنة بسيطة مع السنوت الفارطة نجد أن الجزائريين قرروا على الأقل هذه الأيام التوقف عن حرق أموالهم في الهواء ما كان سببا لتفضيل عدد من التجار الغير شرعيين عدم المخاطرة والدخول في تجارة المفرقعات هذه السنة.
ويظهر ذلك من خلال تناقض الطاولات التي تعرض هذه المواد عكس السنوات الفارطة، وبعيدا عن المفرقعات شهدت أيضا مستلزمات عيد رأس السنة نقصا كبيرا بالأسواق وهي التي كانت تعرض مع بداية ديسمبر في محاولة من أصحاب المحلات استقطاب الزبائن إلا أن حالة التقشف التي تعرفها الجزائر جعلت هؤلاء التجار يترددون في استقدامها خوفا من عدم تسويقها.
من جهة أخرى بدأت أسعار الخضر والفواكه وكذا اللحوم البيضاء تعرف بعض الارتفاع إيذانا بقدوم مناسبة دينية في مظهر اعتاد عليه الجزائريون ما قد يحرم عددا من العائلات حتى من الأطباق التقليدية التي يحضرها في مناسبات كهذه، ليبقى العزاء الوحيد لهذه العائلات هو أن الاحتفال برأس السنة ليس من عاداتنا وتقاليدنا وأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لا يكون بالضرورة بإعداد "الشخشوخة" و"الرشتة" أو إقامة حروب شوارع بالمفرقعات التي أصبحت تشبه إلى حد كبير الأسلحة الحقيقية وإنما يمكن الاحتفال بالمولد بالصلاة والصوم وقراءة القرآن



س. زموش

من نفس القسم الوطن