الوطن

" إن توفرت الإرادة السياسة بإمكان الاستثمار السياحي أن يجنبا الأزمة الاقتصادية"

الخبير الاقتصادي رشيد بوجمعة لـ"الرائد":


تعددت التصريحات بخصوص إعادة هيكلة قطاع السياحة في الجزائر وإعطائه دفعا قويا بحيث يكون بديل للمحرقات لكن لا شيء تحقق على أرض الواقع فلم تكن أرقام عدد السياح الذين دخلوا الجزائر الصائفة الفارطة مشجعة خاصة بالنظر انها الاعداد الوحيدة التي تدخل الجزائر بما ن السياحة الشتوية والصحراوية في حالة ركود منذ سنوات.
لا أحد ينكر أن الجزائر تتوفر على طاقات سياحية لا نظير لها على مستوي حوض البحر الابيض المتوسط، إلا ان عدم الاستغلال الجيد لهذه الطاقات الطبيعة جعل الجزائر في ذيل الترتيب فيما يخص عدد السواح الذين يقصدونها كل سنة، فالجزائر لا تستحوذ سوى على نسبة 1 في المائة من السياحة الأجنبية، وهي مصنفة في المرتبة 147، ما جعلها تخسر حوالي 20 مليار دولار جراء عدم الاهتمام بالسياحة.
وفي هذا السياق أكد المحلل الاقتصادي والأستاذ بجامعة الجزائر رشيد بوجمعة أمس في تصريح لـ"الرائد" أن بإمكان قطاع السياحة أن يكون خالقا للثروة وليس مستهلك للميزانية فقط بتوفر الإرادة السياسة لذلك ملحا  على ضرورة وضع حد لعدم الانسجام السائد في التنمية السياحية التي تعرفها المؤسسات السياحية الوطنية وذلك بتبني أسلوب جديد في التسيير يضمن الاستمرارية في العمل ويعتمد على تثمين الثروات الطبيعية والثقافية والحضارية المتاحة في القطاع السياحي وقال بوجمعة أنه  من الممكن أن يساهم القطاع بدرجة ملموسة في توفير جزء من النقد الاجنبي لتنفيذ خطط التنمية الشاملة كما يمكن السياحة ان تساهم كصناعة تصديرية في تحسين ميزان المدفوعات الخاص بالدولة وتحقيق تدفق لرؤوس الأموال الأجنبية المستثمرة في مشروعات سياحية ، والايرادات السياحية التي تقوم الدولة بتحصيلها من جمهور السائحين وخلق استخدامات جديدة للموارد الطبيعية والمنافع الممكن تحقيقها نتيجة خلق علاقات اقتصادية بين قطاع السياحة والقطاعات الأخرى الداخلية، كما ألح بوجمعة على ضرورة تفعيل قطاع السياحة بإتباع منهجية مدروسة بعيدا عن التصريحات الغير واقعية مؤكدا بأن النهوض بهذا القطاع الهام أضحى حتمية وضرورة ملحة، في وقت تسعى فيه الحكومة إلى بناء اقتصاد خارج قطاع المحروقات، عن طريق جعل مختلف الأنشطة المرتبطة بقطاع السياحة تساهم بنسبة أكبر في الناتج الداخلي الخام.
س. ز

من نفس القسم الوطن