الوطن
طرطاق يظهر في اجتماع رسمي في سابقة في تقاليد الدياراس
كسر الهالة التي خلقها الجنرال توفيق
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 ديسمبر 2015
حضر مدير دائرة الاستعلام والأمن اللواء بشير طرطاق أمس نشاطا رسميا في سابقة في تقاليد جهاز الاستخبارات السري الجزائري، حيث نادرا ما يظهر مسؤولي الجهاز أمام وسائل الإعلام خلال فترة خدمتهم، وحضر الفريق طرطاق الذي عين في سبتمبر الماضي على رأس الدياراس، خلفا للفريق محمد مدين المدعو توفيق مراسيم افتتاح أشغال اجتماع للشرطة الإفريقية بالعاصمة الجزائرية غير انه غادر قاعة الاجتماعات مباشرة بعد انتهاء المراسيم، وظهرت الدهشة على بعض كبار ضباط الأمن الجزائري الذين تفاجئوا لحضور خليفة الفريق مدين، إلى جانبهم، بلباس مدني.
وتحول رصد عدسات كاميرا الصحافة لقائد جهاز الاستعلامات والأمن أمس الحدث الأبرز لدى الرأي العام الوطني والدولي، خاصة وأنها تعد المرّة الأولى التي يشارك فيها المسؤول الأول على جهاز الدياراس في الجزائر نشاطا يحظى بحضور وسائل الإعلام الوطنية والدولية، كما ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي خاصة وأن توقيت الظهور تزامن مع جدل كبير تشهده المحاكم العسكرية التي أوقفت بعض الجنرالات البارزين في الآونة الأخيرة، واعتبرها البعض خطوة تأكد على وصول المؤسسة إلى عهد الانفتاح وأن تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني حول تمدين النظام أصبح أمرا واقعيا.
ومن الواضح أن رسائل تريد بها السلطات من خلال وضع صورة اللواء طرطاق في الواجهة: إزالة الهالة المحيطة بمسؤول الجهاز والتي صنعها المدير السابق الفريق محمد مدين، الذي كان من الصعب نشر صورته أو الإشارة إليه بالاسم في الكتابات الصحفية لعقدين، بل كان الأمر من المحرمات، حتى خيل لبعض أن الرجل غير موجود، ووجدت الصحف صعوبة كبيرة خلال العام الجاري في إيجاد صورة له، ولم يتم ذلك إلا عبر بعض التسريبات من منشقين في الجهاز ذاته.
وترد أن الجنرال توفيق كان يجأ إلى تغيير مظهره ككل مرة، عند الظهور في مناسبات عامة كي لا يتم التعرف عليه، ومازال الجنرال معتكفا ببيته مغذيا الغموض حوله، ولم يظهر للعلن مؤخرا إلا برسالة يعلن فيها وقوفه إلى جانب مساعده السابق الجنرال حسان الذي يواجه السجن لمدة خمس سنوات بعد أن حكمت عليه المحكمة العسكرية بوهران ذلك في ملف لا يزال يطرح الغموض حوله.
وينخرط ظهور طرطاق أيضا في إطار عملية علاقات عامة، فإلى جانب كسر الطابوهات التي ارتبطت الجهاز يؤل هذا الظهور بأنه محاولة لتسويق الدولة المدنية في الداخل والخارج وانه لا يوجد ما يتم إخفاؤه لدى الجهاز
آدم شعبان
